كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
إنها أرضُ الغرائب والعجائب… والتعبيرُ هنا يُجمع عليه كثر، تبعًا لما تحويه هذه الارض على الأصعدة كافة…
إنها أيضا أرضُ الفذلكات والتراندات… ألقوا نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا “تيك توك”، لتفهموا أننا حقا شعبٌ “على غير كوكب”!
لا تنتهي التحديّات والاختراعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تنتهي الفيديوهات الصادمة وآخرها “موضة” جديدة أبطالها تلاميذ يفجّرون إبداعاتهم وأفكارهم ليطلبوا من الفتاة التي تعجبهم مرافقتهم إلى حفلِ التخرج…
على شكل proposal بكل ما للكلمةِ من معنى… اجتاحت موضة الـpromposal أوساطَ التلاميذ… و”الخبريّة مش متل الشوفة”!
شموعٌ ومصابيحُ مضاءة على شاطئ رمليّ مع حروف كلمة PROM… فتاة تجمعُ الزهور من أصدقائها تباعا، حتى تصل إلى العاشقِ الذي يتأبّط لوحةً كبيرة كُتب عليها السؤال الأكبر “هل ترافقينني إلى حفلِ التخرج؟”…
ميني طائرة ترشّ الورود والصور، وتتدلّى منها العبارةُ الشهيرة…. ملاعبُ المدارس تعبقُ بالتلاميذ الذين يتجنّدون لمساندةِ صديقهم في تلك اللحظة الحاسمة، وحتى يكونوا السّند له إن جابهته الصبية بالرفض…
ما نكتبهُ في هذه السطور ليس من خيالنا بل من إبداعِ شبّان جلّ ما يؤرقهم، في عزّ الانهيار الاقتصادي ونسب البطالة المرتفعة، أن توافقَ تلك الصبية على مرافقتهم إلى حفل التخرج…
أكثر الفيديوهات المضحكة هي لشاب قفز بالمظلة، وحينما وصلَ إلى الأرض ومعهُ اللافتة ليسأل صديقته إن كانت تقبلُ مرافقته، وجد أنها لم تنتظره عند نقطة الوصول واضطرّت إلى المغادرة… الصدمة على وجهه جدّ معبّرة.
لا يزعجنا هؤلاء بفيديوهاتهم، فهم لا يرتكبون خطيئةً أم خطأ.. هم لا يؤذون أحدا ولا يرتكبون إثمًا.. هم فقط يصدموننا!
فالظروف التي تحكم لبنان حاليّا جعلت الشبان والشابات الحلقة الأضعف، هم من سيأكلون الحصرم، وهم من سيكون مستقبلهم محكوما بالكثير من الصعاب إن لم نقل المستحيلات.
هؤلاء لن يكون شبابهم ممتعًا ومريحا، لكنهم على الارجح لا يدركون، وغير مستعدّين ذهنيا ونفسيّا… والدليل على “تيك توك”.