هذا ما يُطرح حالياً في الترسيم… الغاز والنفط حلم أم وهم؟!
إشارات متناقضة تحكم مشهد الترسيم الحدودي غداة زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وتتراوح ما بين التفاؤل الذي أبداه هوكشتاين في بيروت، والحذر الذي لا تزال تتمسّك به أطراف محلية عدة، في ضوء المعلومات المتداولة عن أن العرض الذي حمله هوكشتاين، ليس جديداً وهو يتركز حول الخطّ 23، وحصول لبنان على حقل قانا كاملاً مقابل حصول إسرائيل على جزء من البلوك رقم 8. وفي هذا الإطار، كشفت خبيرة النفط والغاز لوري هايتيان، عن أن الوسيط الأميركي قد سبق ونقل اقتراحاً في شباط الماضي، يقضي بأن ينال لبنان البلوك 9 حسب الخطّ 23، على أن يتمّ تقاسم البلوك رقم 8، فكان الردّ اللبناني في حينه، التمسك بحقل قانا وبالخطّ 23 كاملاً.
وأوضحت هايتيان ل”ليبانون ديبايت”، إن الردّ الذي حمله هوكشتاين إلى بيروت، قد سبق وكشفه الإعلام الإسرائيلي الذي تحدث عن موافقة إسرائيل على 860 كلم مربع وعلى سقوط مشروع التطوير المشترك، ولكن مقابل حصولها على تعويضات في المنطقة المتنازع عليها، فيما لو ظهر لاحقاً أن لإسرائيل حقوقاً فيها وذلك تحديداً في البلوك رقم 8.
لكن ما من معطيات حول البلوك 8 أو البلوك 9 حيث يقع حقل قانا، كما أوضحت هايتيان، بانتظار بدء أعمال الإستكشاف والتنقيب التي ستقوم بها شركة توتال في المرحلة المقبلة. وأكدت أن إطار النقاش اليوم يدور حول السيناريو الآتي: ترك شركة توتال لتعمل في قانا، وإذا تبيّن لاحقاً أن هذا الحقل يمتد إلى خارج الحدود اللبنانية، فإن إسرائيل تريد الحصول على تعويض، ولكن من دون أن يتمّ تحديد ما إذا كانت شركة توتال ستتولى هذا الأمر، أو ستنال إسرائيل حصةً في البلوك رقم 8.
لكن الثابت اليوم، بحسب هايتيان، أن صفحة الخطّ 29 قد طويت، وكذلك معادلة قانا مقابل كاريش، وأن الخطّ 23 قد أصبح خطّ التفاوض ولم يعد خطّاً أحمراً، وأعربت عن أسفها لأن يكون النقاش اليوم محصوراً بحقل قانا الذي ما زال مجهولاً وليس من المؤكد وجود غاز فيه، بينما كانت لدى لبنان الفرصة في أن يناقش مع الوسيط الأميركي في حقل كاريش الذي هو حقل مكتشف وحقيقي، وليس مثل حقل قانا وهو حقلٌ غير موجود. وأكدت أن الفوضى والإرباك وربما العشوائية، قد شكّلت العناصر التي تحكّمت بإدارة ملف التفاوض، طيلة المرحلة الماضية، موضحةً أن الجدية التي ظهرت اليوم، قد لا تكون كافية لكي يحصل لبنان على حقه في الثروة النفطية والتي بدأت تتحول إلى وهم بعدما كانت أمراً واقعاً.
وعن مستوى التوقعات حول ثروة لبنان في النفط والغاز، قالت هايتيان، أنه من الممكن أن يكون لدى اللبنانيين أحلام بهذه الثروة وبقدرتها على تغيير الوضع الحالي والخروج من الأزمات، ولكن تحقيق ذلك صعب جداً لأن استفادة اللبنانيين من الغاز في حال وجوده، تستلزم إصلاحات مالية وإدارة شفافة للحؤول دون ضياع الغاز إذا استمرت المحاصصة والفساد، وبالتالي وفي ظلّ غياب الإصلاح، فإن الغاز لن يكون حلماً بل مجرد وهم.
المصدر: ليبانون ديبايت