النبيذ اللبناني يغزو العالم: اطلبوه ولو في الصين…
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
عَكَسَ قطاع النبيذ عقارب الانهيار الذي يعيشه لبنان. وشكّلت كل زجاجة نبيذ لبناني عنواناً للنضال والكفاح من الأرض إلى رفوف الأسواق العالميّة.
لم يُحقق هذا القطاع النجاح لولا خطة وزارة الزراعة التي عملت عليها منذ العام 2013، والتي هدفت إلى زيادة مساحات العنب المزروعة، رفع عدد مصانع النبيذ وزيادة الإنتاج. وكل هذه الأهداف تحققت.
أكثر من 56 مصنع نبيذ سُجّل في وزارة الزراعة، وجميعهم احترموا النوعية والمواصفات المطلوبة وفق ما أكّده المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود.
وكشف لحود، في حديث لموقع mtv، أنّ النبيذ اللبناني سيدخل قريباً إلى السوق الصيني الذي يعدّ سوقاً واعداً، بعد فتحه الأسواق الأوروبية والأميركية.
وإذ لفت إلى أنّ القطاع واعد لناحية ارتفاع انتاج النبيذ ونسب تصديره إلى الخارج في الأشهر والسنوات المقبلة، أكّد أنّ “تسويق أي منتج لبناني في الخارج يثبّت المزارع والمصنّع اللبناني في أرضه ويعطيه فرصة للتطور في ميدان عمله ويؤمّن فرص عمل، كما يدخل العملة الصعبة ويعيد تحريك العجلة الاقتصادية”.
إلى جانب العمل الدؤوب لوزارة الزراعة، وطموح المصنّع اللبناني إلى التوسّع، كان للمغترب والسفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية تجربة مشجّعة بحيث سوّقوا للمنتجات الزراعية والنبيذ ومنتجات المطبخ والمونة…
وأعرب لحود عن اتكاله وتعويله على دور الجالية اللبنانية في استمرارهم بدعم المنتج اللبناني.
لم يقتصر تسويق النبيذ اللبناني في الخارج بل شهد السوق اللبناني أيضًا نهضة خمرية.
ومع زحمة المهرجانات هذا الصيف، حجز مهرجان النبيذ مكاناً له في عدد من المناطق منها جبيل، الشويفات، البترون جونية وضهور الشوير، على أن تشهد كل من بولونيا بحمدون وزحلة مهرجانات للنبيذ في الأسابيع المقبلة.
نجاح قطاع النبيذ نموذج للقطاعات الأخرى المتطلعة للتصدير، خصوصًا في ظلّ حالة ركود النمو الاقتصادي والديون التي تثقل كاهل لبنان والجمود السياسي.
الناجحون في لبنان رغم الظروف الصعبة لم تُسْكِرهُم نجاحاتهم، بينما البعض الآخر ثَمِلَ من إنجازات وهميّة. علّ هؤلاء يصحون يوماً ويرون أنّ اللبناني الذي غزا العالم بمنتجاته وحضارته وثقافته لن يقبل بأقلّ من ذلك، ولن يعود إلى الوراء.