كتبت بولا أسطيح في “الشرق الأوسط”:
بدأت دائرة جبل لبنان الأولى التي تضم محافظة كسروان – جبيل، والتي تعتبر معقلاً أساسياً للموارنة في لبنان بحيث خُصصت بـ7 مقاعد للموارنة ومقعد شيعي واحد، باكراً جداً استعداداتها لليوم الانتخابي الطويل. فصدحت الأغاني الوطنية والحزبية منذ مساء السبت – الأحد ونصبت الخيم التي حملت ألوان وشعارات اللوائح الانتخابية عند المستديرات والساحات الرئيسية التي شهدت تجمعات كبيرة للحزبيين. ومع الساعات الأولى ليوم الأحد بدأ توافد الناخبين بسلاسة إلى أقلام الاقتراع التي لم تشهد زحمة أو تجمعات كبيرة كما غيرها من الأقلام في دوائر أخرى.
في ثانوية جبيل الرسمية التي تحولت قلما للاقتراع، تجمهر الناخبون وحتى رئيس القلم أمام إحدى البوابات الرئيسية للمدرسة عند حوالي الساعة السابعة إلا ربعا صباحا، اضطر الجميع للانتقال إلى بوابة أخرى لولوج القلم، ما حتم أيضاً نقل الخيم الحزبية إلى أمام تلك البوابة. وبخلاف غيرها من مراكز الاقتراع، كانت هذه الثانوية مجهزة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة ما سهل وصول أحد الناخبين المقعدين إلى الغرفة حيث أُدرج اسمه.
وخرق الهدوء الذي طبع العملية الانتخابية تعرض المرشح الشيعي في دائرة جبيل – كسروان على لائحة «معكم فينا للآخر» والمتحالف مع «القوات اللبنانية» محمود عواد لاعتداء جسدي في بلدة الصوانة في جبيل، وقال بيان لـ«القوات» إنه «تم تكسير سيارته والاعتداء على المندوبين أمام القلم». وأشار البيان إلى أنه وفي الإطار نفسه اعتدت مجموعة تابعة لـ«حزب الله» على مندوبي لائحة «معكم فينا للآخر» في قلم مزرعة السياد في جبيل، حيث قاموا بإخراج مندوب ي اللائحة ومنعهم من الدخول إلى القلم.
ويمكن القول إن المعركة الانتخابية في كسروان – جبيل انحصرت على مقعدين مارونيين، إذ حسم الخبراء الانتخابيون منذ فترة حصد «القوات اللبنانية» أحد المقاعد الـ3 في جبيل إضافة لحصد «التيار الوطني الحر» مقعداً آخر وذهاب المقعد الشيعي الوحيد هناك لـ«حزب الله» نتيجة تحالفه مع «العونيين» ما يؤمن أقله 3 حواصل انتخابية للائحتهما بعدما لم ينجح الحزب بالانتخابات الماضية بتأمين حاصل للائحته. أما في كسروان فأكد الخبراء ذهاب مقعد للعونيين وآخر للقواتيين إضافة لثالث للنائب نعمة أفرام، لتتركز المعركة على مقعدين مارونيين اثنين تتنافس عليهما بشكل أساسي زعامات المنطقة وأبرزها النائب فريد هيكل الخازن، النائب السابق فارس سعيد والنائب السابق منصور البون، إضافة إلى حزب «الكتائب» والنائب السابق شامل روكز الذي خاض المعركة كما غيره من الشخصيات التي كانت متحالفة مع «الوطني الحر» عام 2018 ضده.
ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 182524، فيما بلغ عدد المرشحين 47 وعدد اللوائح المتنافسة 7. وخاضت قوى المجتمع المدني المعركة عبر لائحتين.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» وصف رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس المرشح للانتخابات المقبلة عن المقعد الماروني في دائرة كسروان – جبيل، الإقبال على صناديق الاقتراع بـ«المقبول». وأضاف: «منذ البداية قلنا إننا لا نعتقد أن هذه انتخابات ستبدل الأوضاع وإنها محطة على طريق تبديل الأوضاع. لكن الأهم في كل هذا أنه بعدما كان اللبناني يربط الأزمة المعيشية بالفساد وسوء الإدارة وسوء التدبير حصرا، ساهمنا بنجاح بأن تخاض المعركة تحت شعار مع أو ضد الاحتلال الإيراني في لبنان».