مشاهد مُبكية في الصيدليات… وصناديق!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
من أبشع أدوات تعذيب الشعوب، ما يعانيه اللبنانيون اليوم، عبر حرمانهم من الدواء.
ليس سهلا ما نعيشه في مختلف تفاصيل حياتنا اليومية، فالاستمرارية تحتاج نفسا طويلا، لا بل معجزة، لكن الأسوأ على الإطلاق هو المشهد المبكي داخل صيدليات لبنان.
خلال أسوأ الظروف والحروب التي عاشها لبنان، لم يُحرم المواطن يوما من دوائه… لكأن أبواب الجحيم فتحت على مصراعيها في وجه اللبنانيين، فباتت كوابيسهم لا تنتهي.
يتنقل اللبنانيون بين الصيدليات، بعيون تائهة ويائسة… تراهم محبطين لدرجة مبكية، بعدما جابوا عشرات الصيدليات من دون أن يحالفهم الحظ.
ترى أمًّا، توشك على البكاء، فدواء ابنها مقطوع، ووجعه يقتلها.
يستوقفك ذاك العجوز الذي أتعبته السنين، وبدل أن يرتاح في شيخوخته مثل كل شعوب الأرض، ها هو يجول من صيدلية إلى أخرى علّه يجد دواءه.
قصص بشعة تسمعونها وتشاهدونها في الصيدليات، حتى شعرتم انها المرحلة الاخيرة من لعبة الموت التي نحن عالقون فيها… حتى ان من وجد منا دواء، تجده استرق النظر إلى محفظته ليتأكد ما إذا كان يحمل المبلغ المطلوب، لدرجة ان بعض الصيدليات بتنا نجد فيها صناديق تدعو الزبائن إلى وضع ما توفّر لديهم من أجل مساعدة من لم يعد قادرا على شراء دوائه… ومن هنا، نسأل: “الحقّ عمين”؟ على مستوردي الأدوية؟ أو على الصيدليات؟ او على أصنام المسؤولين في بلادنا الذين يتفرجون على شعبهم يحترق في جهنّم…
إنها أسوأ أنواع الإبادات على الإطلاق… وهؤلاء هم أسوأ الحكّام على الإطلاق، وأبشع دعاء يليق بهم!