من يداهم خزان التفاؤل في قصر بعبدا؟
كتب داني حداد في موقع mtv:
قال الرئيس ميشال عون لزائريه، منذ أيّام، إنّ الحكومة ستولد الأربعاء. مرّ الأربعاء، وها شمس يوم الخميس تشرق فوق بعبدا وجبلها وكامل مساحة الأراضي اللبنانيّة، وخصوصاً على من يحجزون مكاناً لهم في طوابير البنزين، منذ الفجر.
كان إجماعٌ لدى نوّاب تكتل “لبنان القوي”، في الأيّام القليلة الماضية، أنّ الحكومة هذا الخميس. واحد يقول لك الأربعاء وآخر الخميس، وثالث، للدقّة، يعطيك مهلةً بالساعات.
لا بل، منذ الأسبوع الماضي، بدأت مصادر بعبدا تسرّب معلومات عن أنّ توزيع الحقائب تمّ وافتُتح “بازار” إسقاط الأسماء. وكان التفاؤل “العوني” بقرب ولادة الحكومة انطلق منذ اللقاء الأول، بعد الاستشارات، بين عون والرئيس نجيب ميقاتي. تسمع أنّ الأجواء إيجابيّة، فتسأل: هل حُلّت عقدة “الداخليّة”؟ وماذا عن “الماليّة” ووزيرها؟ وعلى من رست حقيبة “الشؤون”؟ وحقيبة “الطاقة”؟ يأتي الجواب نفسه بالنفي على هذه الأسئلة كلّها…
يعني ذلك أنّ الإيجابيّة المسربّة مصطنعة. وهميّة. كاذبة.
وما كرّره المراسلون والمحلّلون، منذ أسابيع، عن توزيع حقائب وإنجاز مسودات لا صحة له إطلاقاً. وقع معظمهم ضحيّة المصادر التي تعمّدت الإيجابيّة فقط لتحميل الفريق الآخر مسؤوليّة الفشل، حين يصبح رسميّاً معلناً.
أما على ضفّة ميقاتي فتسمع كلاماً حذراً يوضع في الميزان ويُكرَّر على مسمعك مرّتين وثلاث، كي لا تسيء الفهم والنقل: “مساعي الرئيس ميقاتي مستمرّة من أجل تشكيل حكومة، على الرغم من العراقيل السابقة والمستجدّة”. ونقطة على سطر الكلام. تسأل عن المهل، قبل الاعتذار، فتسمع رفضاً للخوض في هذا الموضوع.
ضفّة ميقاتي أكثر واقعيّة. لا مبالغة بالإيجابيّة ولا نيّة في استخدام تعابير توحي بالسلبيّة. انشغلت مصادره ليل أمس في نفي سيل الشائعات عن قرب اعتذاره. هذا الاعتذار مؤجّل، ولكن نخشى أن يكون محتّماً. “اللي بعدو” يكتب بعض صغار “التيّار” على مواقع التواصل الاجتماعي. خذوا أسرارهم من صغارهم. قالها بيار رفول قبل الجميع. خذوا أسرارهم من المقرّبين أيضاً. ميقاتي المكلّف الثالث بعد مصطفى أديب وسعد الحريري. يسقط الواحد تلو الآخر عن قمّة جبل بعبدا.
في عزّ ارتفاع منسوب التفاؤل، في التاسع من آب، كتبت: “كلّ ما يسمعه اللبنانيّون بعد زيارات رئيس الحكومة المكلّف الى قصر بعبدا، ومن المصادر وعلى لسان مقرّبين، عن احتمال ولادة الحكومة وعن خواتيم سعيدة وعن تقدّم، لا صلة له أبداً بالحقيقة”.
وفي زمن المداهمات والقبض على مئات آلاف الليترات من المازوت والبنزين المخزّن، لعلّه من الضروري مداهمة خزّان التفاؤل الذي لا ينضب في قصر بعبدا.
mtv