الشرق الأوسط بعد سيطرة “طالبان”.. الخطر يداهم هذه الدول
“ستتأثر مختلف بقاع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطريقة أو بأخرى بفشل السلطة الأميركية في أفغانستان”. هذا ما حسمه تحليل نشره موقع “The Conversation” رَصَد تداعيات سيطرة حركة “طالبان”، مؤكداً أنّ “كارثة أفغانستان التي انهار فيها الجيش الأفغاني المؤلف من 300 ألف جندي والمدرّب والمسلّح أميركياً في ساعات تمثّل تذكيراً بحدود القوة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط الواسعة.
وإذ يلفت التقرير إلى المقارنات “الحتمية” بين الانسحاب الأميركي من أفغانستان من جهة، وسايغون قبل 46 عاماً من جهة ثانية، ينبه إلى أنّ الوضع الأفغاني مقلق أكثر على بعض المستويات، نظراً إلى أنّ جزءاً كبيراً من الشرق الأوسط يواجه نتيجة لهذه الخطوة خطر الانزلاق إلى الفوضى.
ويتساءل الموقع عما إذا سيُتاح للجماعات التابعة لتنظيم “القاعدة” و”داعش” إعادة تأسيس نفسها في أفغانستان بعد سيطرة “طالبان”، كما يتساءل الموقع عما إذا ستعاود “طالبان” البروز كدولة راعية للإرهاب، ويضيف: “هل ستواصل (طالبان) السماح لأفغانستان بأن تُستخدم كبستان ضخم لتجارة الأفيون؟”.
ويكتب التقرير: “من وجهة نظر الولايات المتحدة الأميركية، فإنّ الخروج من أفغانستان يعني أنّ محاولاتها الرامية إلى نفخ الروح في الاتفاق النووي مع إيران باتت تمثّل القسم الأساسي من أعمالها غير المنجزة في الشرق الأوسط”، وذلك “إذا ما وضعنا النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني غير القابل للحل جانباً”.
ويوضح التقرير أنّ تقدم مساعي إدارة الرئيس جو بايدن الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي تتعثّر، محذراً من أنّ الفشل على هذا المستوى سيعزز شكوك ومخاطر الحسابات الأميركية في الشرق الأوسط.
وانطلاقاً من العلاقة المتقلبة بينهما، يؤكد التقرير أنّ القيادة في طهران ستكون الجهة الأكثر اهتماماً بالتطورات في أفغانستان المجاورة. أمّا في ما يتعلق بالدول الخليجية، فيرجح التقرير أنّ تستحوذ التطورات الأخيرة على اهتمام هذه البلدان بشكل كبير. وفي هذا السياق، يتحدّث الموقع عن توفير قطر ملاذاً ديبلوماسياً لمحادثات السلام بين “طالبان” وحكومة أشرف غني، متوقعاً في الوقت نفسه أن تشعر السعودية بالقلق “لأنّ تقويض السلطة الأميركية في المنطقة لا يخدم مصلحة الرياض”. كذلك، يحذّر الموقع من تأثّر مصر والأردن جراء ضرب مكانة الولايات المتحدة في المنطقة.
كما يتوقع الموقع تأثّر “أكثر بقاع الشرق الأوسط اشتعالاً”، إذ يكتب: “في العراق وبعض مناطق سوريا حيث تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري محدود، سيكون الخروج الأميركي مزعزعاً للاستقرار”. ويضيف: “في لبنان، الذي أصبح دولة فاشلة على ما يبدو، فستزيد كارثة أفغانستان المشهد قتامة”. من جانبها، ستحسب إسرائيل تداعيات الانتكاسة التي تعرضت لها حليفتها الأساسية، بحسب ما يكتب الموقع.
وعليه، يتوقع “The Conversation” أن تنسحب الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة من التزاماتها في الشرق الأوسط باستثناء الملحة منها، قائلاً: “سيشكل ذلك وقتاً للتفكير بالدروس المحتمل تعلّمها من تجربة أفغانستان المؤلمة”.
lebanon24