النفط الايراني الى لبنان.. ازمة سياسية جديدة؟
ألمح الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير قبل يومين الى ان الحزب يتجه خلال فترة وجيزة لاستيراد المحروقات من ايران من دون الدخول في التفاصيل، لكن نصرالله ضرب موعدا مع جمهوره بعد يومين او ثلاثة ايام، كما قال، ليخبرهم بالتفاصيل
وبحسب مصادر مطلعة فإنه ، وكما العادة، فإن الخطاب السياسي الدسم لنصرالله سيكون في ليلة العاشر من محرم، اذ سيتحدث في الكثير من القضايا السياسية وعلى رأسها القضايا المعيشية التي تتفرّع منها قضية استيراد البنزين والمازوت من ايران.
لكن بالتزامن مع اشارات نصرالله، بدأت انتقادات سياسية واعلامية تطال الحزب بسبب هذا الملف الذي دخل باكرا في السجال السياسي والاعلامي في لبنان، خصوصا وان خصوم الحزب يرون ان خطوة الحزب تشكل خطرا جديا عليهم.
وترى المصادر ان الحزب، وبسبب الازمة المعيشية الكبيرة ورفع الدعم، سيتمكن من التسويق لخطوته بشكل جيد، وسيعيد شد عصب جمهوره بشكل كبير وسيكون لديه حجة سياسية واعلامية في وجه خصومه على اعتبار انه بالامكان حل ازمة المحروقات.
لكن الاخطر في نظر خصوم الحزب، انه سيدخل الى القطاعات الاقتصادية والى الدولة العميقة من بابها العريض حيث يشكل قطاع المحروقات احد اهم دعائم الاقتصاد الوطني، وبالتالي فإن الحزب سيتفلت تدريجيا من المفاصل الاساسية التي تعتبر نقاط ضعفه
.
وتعتبر المصادر ان الحزب سيكون له شرح مفصل لمسار استيراد النفط الايراني وكميته، لكن الاهم، هو المتوقع من رسم لمعادلات ردع مرتبطة بالتهديدات الاسرائيلية، اي سيكون هناك اعلان واضح بأن اي اعتداء على النفط الآتي الى لبنان سيستوجب ردا عليه، ما يعني ان هناك موجة توترات جديدة بين “حزب الله” وتل ابيب.
وتعتقد المصادر ان وصول النفط الايراني الى لبنان سيعني دخول البلاد في مرحلة جديدة، لناحية الضغوط الدولية والاقليمية التي سيتعرض لها، ولناحية المسار الذي سيستكمله “حزب الله” لاستيراد مواد حياتية اخرى وصولا الى حجم الاشتباك السياسي حول القضية.
lebanon24