كتبت غنوة عطيّة في موقع mtv:
“ركّب طاقة شمسية وريّح راسك!” بين انقطاع التيار الكهربائي وبورصة فواتير المولدات، بات اللجوء إلى الطاقة الشمسية خياراً مقنعاً لبعض المواطنين. ولكن قبل “راحة البال” الفعلية ثمّة خطوات عدّة يُفترض إتّباعها.
بدايةً، يشرح الإستشاري في شؤون الطاقة المهندس مرسال منصور أن “الطاقة الشمسية توّلد الكهرباء من خلال أشعة الشمس عبر الألواح الضوئيّة ويتمّ صرفها مباشرةً. كما يمكن صرفها بطريقة غير مباشرة باستخدام البطاريات التي تُشحن خلال النهار. فتخزين هذه البطارية للطاقة يُستخدم ليوفّر الكهرباء عند غياب الشمس”.
ولكن قوّة الشمس تتغير خلال أشهر السنة وثمّة متغيّرات جوّية تؤثر على قوّة توليد الطاقة، كالطقس الغائم الذي يُعيق وصول أشعة الشمس إلى الألواح، وغالباً ما تكون الشمس ضعيفة عند ساعات الصباح الأولى وعند المغيب.
الخطوات اللازمة
وفي هذا الإطار، يقول منصور إنّ “عملية تركيب الطاقة الشمسية تبدأ من خلال دراسة لمصروف الطاقة مما يُعرف بالـenergy audit التي تُحدد إحتياجات المنزل. وفي المرحلة الثانية، يقوم الخبير بزيارة ميدانية للكشف على المساحة الكافية للألواح وإذا كانت تصل أشعة الشمس إليها. بعدها يُحدّد عدد الألواح، وعدد البطاريات والحجم لكل واحدة منها، وتُوصَل الألواح ببعضها وبالمحوّل الكهربائي مما يُسمّى بالـinverter الذّي يزوّد المنزل بالكهرباء ويقوم بشحن البطاريات”.
لبنان أرضٌ خصبةٌ للطاقة الشمسية ولكن…
ويؤكد منصور أن مناخ لبنان معتدل ومناسب للإستثمار بالطاقة الشمسية بحيث هناك 300 يوماً مشمساً على مدار السنة. هذا ما يزيد من فعاليّة الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة. وبالتالي يقول منصور إن “المواطن الذي اعتمد على الطاقة الشمسية بشكل صحيح، ولديه مصروفاً كبيراً من الطاقة يسترجع إستثماره بعد سنة أو سنتين من تركيبها. أما بالنسبة الى من لديه مصروفاً محدوداً فيسترجع استثماره بعد خمس إلى سبع سنوات. وبعد هذه الفترة يصبح مصروفه من الطاقة شبه مجانيّ”. ولكن يضيف منصور مشيراً إلى أنه لا يمكن الإعتماد الكُلّي على الطاقة الشمسية بحيث لا تكفي الطاقة خلال ساعات الليل وساعات الصباح الأولى، لذا من الضروري تأمين موّلد صغير عند الحاجة.
في سياق متصلّ، لجأ المواطن عند الحاجة إلى حلٍّ بديل لتأمين الكهرباء في ظلّ غيابها، ولكن في ظلّ “عتمة” الشوارع، تعطيل إشارات السير، وفي النتيجة حوادث وحالات وفاة، لم تفكر بعد الدولة بالاعتماد على الطاقة الشمسية كحلّ. علماً أن وزارة البيئة كانت أقرّت في مؤتمر تغيّر المناخ في نيويورك عام 2019، العمل على برنامج لزيادة استخدام الطاقة البديلة بنسبة 30%…ولكن بقي “توليد” الوعود حبراً على ورق.