اخبار بارزةلبنان

وسط الكباش بين اميركا وحزب الله… ماذا لو اعتذر ميقاتي؟

ماذا لو لم تتشكّل الحكومة؟ سؤال بدأ يُطرح بشكل جدّي في الساعات القليلة الماضية لكنّ اهميته الفعلية ستزداد حتماً إذا ما ارتبطت بالتطورات في لبنان بعد اعلان أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله عن استقدام باخرة النفط الايرانية، حيث أن الأنظار ستتجه في الايام المقبلة، وفي حال فشل المساعي الحكومية، نحو الموقف الاميركي من ما اعتبره السيد نصر الله “كسراً للحصار” وما إذا كانت الولايات المتحدة الاميركية ستذهب في المواجهة حتى النهاية أو تركّز جهودها في منع وقوع الانهيار الكبير.

قبل مفاجأة السيد نصر الله الاخيرة حول البواخر الايرانية كان فشل تشكيل الحكومة يعني حتماً الانهيار الكامل وسقوط الهيكل على الجميع، الامر الذي لا يزال حتى اليوم محسوماً وفقاً للدراسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، لكن ثمة مصادر سياسية مطلعة تحدثت عن عدم رغبة الاميركيين المستجدة بسقوط لبنان، وبأن واشنطن تتابع نتائج هذا الاعلان وما اذا كان “حزب الله” قادراً فعلاً على استكمال تحدّياته والدخول في مرحلة سدّ الفراغ الاقتصادي والسياسي الناتج عن الانهيار، ما من شأنه أن يفرض معادلة “مزيداً من الانهيار مزيداً من الأعباء على الحزب”، لذلك فإن التركيز اليوم حول ما إذا كانت واشنطن ستستمر بسياسة الضغوطات حتى سقوط الهيكل فعلاً على رؤوس الجميع ومن بينهم “حزب الله”.
حتى اللحظة، لا جواب صريحا من الاميركيين، إذ ربما “اعلان المواجهة” من قِبل الحزب دفع بهم الى التروّي قبل اتخاذ القرار الاخير، الامر الذي بدا واضحاً في تصريحات السفيرة الاميركية دوروثي شيا والمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر.

وتبعاً للحسابات المنطقية، ترى مصادر سياسية ان واشنطن لا تستطيع تسليم لبنان لـ “حزب الله” والا لم تكن لتدخل معه في هذا الاشتباك السياسي الكبير، بالتالي فإنها ستسعى لإيجاد حلول جذرية تمنع الانهيار، ولعل الحديث عن استقدام الكهرباء من الاردن والغاز من مصر أبلغ دليل على ذلك، وهذا ما يمكن أن يُطبق في مسألة تشكيل الحكومة وتسهيل عملها او منع الانهيار في حال تعثر التشكيل حتى يتحول الفشل الحكومي الى فشل سياسي عميق لن يؤدي الى “انهيار كارثي” في الساحة اللبنانية.

من جهة اخرى، وبعيداً عن الصراعات الخارجية، أعربت مصادر متابعة عن قلقها من المشهد السياسي والاقتصادي اللبناني في الأيام المقبلة، معتبرة أن اعتذار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن مهمّته “الانتحارية” سيؤدي حتماً الى سقوط لبنان في بؤرة الانهيار غير المسبوق وضياع أي فرصة إنقاذ حقيقية على المدى المنظور، وتابعت المصادر ان اختلاق الذرائع من خلال الشروط والشروط المضادة ما هي الا سيف يُشهر على رقاب اللبنانيين الذين ما زالوا يلتقطون آخر أنفاسهم قبل “الارتطام الكبير” على أمل النجاة!

وبحسب المصادر فإن مهلة ميقاتي التي وصفها بـ “غير المفتوحة” ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، ولن يكون لدى الرجل “صبراً طويلا” امام كل التحديات التي تواجهها البلاد، هو المدرك جيداً بأن لا أحد يملك ترف مضيعة الوقت وسط كمّ الأزمات المتفاقمة والتي تقتضي حتماً أن يتحلّى الجميع بالمسؤولية الوطنية وتقديم كل التسهيلات الممكنة لوقف عجلة الانهيار والبدء ببعض الاصلاحات قبل فوات الأوان.

في الخلاصة، يبدو ان الكباش بين الولايات المتحدة و”حزب الله” سيكون له تداعيات ايجابية على الساحة اللبنانية وأخرى سلبية شأنه كشأن أي صراع حاصل في المنطقة، لكن تبقى العبرة الاساسية في حجم المسؤولية لدى القوى السياسية “المعرقلة” للتشكيل والذي سيكون مدخلاً رئيسياً للإنقاذ ووضع لبنان على السكة الاقتصادية الصحيحة.
lebanon24

مقالات ذات صلة