العثور على هياكل حجرية غامضة في المملكة العربية السعودية… أقدم من الأهرامات المصرية!
كشف باحثون أستراليون الآلاف من الهياكل الأثرية المبنية من جدران صخرية في المملكة العربية السعودية، الّتي اتّضح أنها أقدم من أهرامات مصر والدوائر الحجرية القديمة في بريطانيا.
أظهرت الدراسة في مجلة Antiquity أن الهياكل الغامضة المنتشرة حول الصحراء في شمال غرب المملكة العربية السعودية، المسماة بـ Mustatils، وجاءت من الكلمة العربية “المستطيل”، تعود لحوالي 7 آلاف عام. وتُعدّ هذه المستطيلات أقدم بحوالي 2000 عام من أقدم هرم موجود في مصر.
أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة هيو توماس، عالم الآثار في جامعة غرب أستراليا في بيرث، أنه “لابد من تشكل هذه المستطيلات على مستوى عالٍ من التواصل في هذه المنطقة الواسعة، ويتبين هذا الأمر عبر كيفية بنائها”.
ولقد تمّ تمويل البحث من قبل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الّتي أسستها حكومة المملكة العربية السعودية للحفاظ على تراث المنطقة في شمال غرب البلاد، حيث توجد العديد من هذه المستطيلات.
في التفاصيل، صُنعت أبسط المستطيلات من خلال تكديس الصخور في جدران منخفضة بارتفاع بضعة أقدام لتشكيل وحدات طويلة، مع جدار “رأسي” أكثر سماكةً عند الطرف الأعلى ومدخل ضيق على الجانب الآخر. ولقد عثر الباحثون أيضاً على العديد من المستطيلات الّتي تحتوي على أعمدة وأحجار قائمة و “خلايا” أصغر من الجدران الصخرية. ويُقدّر أن أحد المستطيلات الّتي قاموا بمسحها قد تم بناؤها عن طريق نقل أكثر من 12 ألف طن من حجر البازلت.
وتشير أحد الأدلة على الغرض من المستطيلات إلى أن يوجد على جدران العديد منها حجرة صغيرة يبدو أنّه قد تمّ استخدامها لتقديم قرابين الحيوانات. وبالتالي، عُثر في عام 2019، في غرفة واحدة من المستطيلات، على قرون وعظام تابعة لحيوانات برية وداجنة. ولقد سمحت العظام للباحثين بتحديد تاريخ القرابين إلى حوالي 5 آلاف سنة قبل الميلاد، أي خلال أواخر العصر الحجري الحديث عندما كانت المنطقة أكثر رطوبة وأكثر خضرة من المناظر الطبيعية القاحلة اليوم.
كما تُظهر الرسومات الصخرية القديمة قطعان الماشية الّتي تعتبر جزء لا يتجزأ من معيشة شعب العصر الحجري الحديث في المنطقة، ويشك الباحثون في أن المستطيلات كانت جزءاً من “عبادة الماشية” القديمة الّتي كانت تحتفل بالحيوانات. وأفاد مسؤول عن الدراسة أنّه تم العثور على أدلة أثرية تؤكد عبادة الماشية في جنوب شبه الجزيرة العربية بعد حوالي 900 عام، وربما قد بنيت المستطيلات لإقامة مطالبات إقليمية على المراعي القيمة للقطعان.
وصرّح المسؤول عن الدراسة أن ” هذه المستطيلات تظهر هذا الجزء من العالم الّذي كان بعيداً كلّ البُعد عن فكرة الصحراء الفارغة الأبدية الّتي يتخيلها الناس غالباً، وفي الواقع هو مكان حدثت فيه تطورات ثقافية بشرية ملحوظة”.
lbc