خطوات بسيطة تحوّل جهاز التلفزيون الى شاشة سينما
يمكن للمستخدم حاليا الاستمتاع بالأجواء السينمائية في المنزل، من خلال اقتناء تلفاز يمتاز بشاشة ذات حجم كبير ودقة وضوح فائقة، والعديد من منافذ التوصيل، مع الانتباه إلى تجهيزات الصوت المناسبة.
وأشار رولاند زايبت -من مجلة “فيديو” (Video) الألمانية المتخصصة- إلى أن المستخدم الذي يرغب في الاستمتاع بالأجواء السينمائية في غرفة المعيشة لا يمكنه بأي حال من الأحوال التوفير في حجم شاشة التلفاز، ومع مراعاة مسافة المشاهدة والمحتويات المراد مشاهدتها، فإنه يتعين عليه اختيار أكبر شاشة ممكنة.
وسواء كان سيتم بث المحتويات عبر الإنترنت أو أسطوانات البلوراي، فإن الأفلام بدقة ألترا-إتش دي (Ultra-HD) أو4 كيه (4K) يمكن مشاهدتها من مسافة أقرب من أجهزة التلفاز المزودة بتقنية الدقة الفائقة الكاملة (Full HD)، ولكن بشرط أن يدعم التلفاز تقنية 4 كيه.
ونصح هربرت بيسجيس -من بوابة التقنيات “هاي فاي.دي” الألمانية المتخصصة- قائلا: “أصبحت دقة الوضوح 4 كيه أو شاشات يو إتش دي (UHD) من التجهيزات القياسية، ولا ينبغي اختيار دقة وضوح أدنى من ذلك”، وهذا يعني أن التلفاز يمكنه عرض 3840 بيكسلا في العرض.
ومن الملاحظ أن أجهزة التلفاز ذات الشاشات الكبيرة المزودة بتقنية الدقة الفائقة الكاملة لم تعد استثمارا جيدا للمستقبل، بالإضافة إلى أن تقنية التباين العالي “إتش دي آر” (HDR) أصبحت من التجهيزات القياسية في معظم موديلات التلفاز، ومع ذلك ليس هناك في واقع الأمر أي ضمان لجودة العرض بأجهزة التلفاز المزودة بتقنية التباين العالي.
وأوضح رولاند زايبت ذلك، قائلا: “بينما تم تحديد عدد البكسلات بوضوح، قد يمتد نطاق الجودة الخاص بتقنية إتش دي آر بدءا من الدرجة السيئة وحتى الجودة الفاخرة للغاية؛ نظرا لعدم وجود تعليمات واضحة”.
ووجود كلمة “إتش دي آر” على التلفاز تعني بكل بساطة إمكانية قيام التلفاز بمعالجة الإشارات تبعا لهذه التقنية، وعندئذ تظهر الاختلافات بوضوح في عرض الألوان ودرجة السطوع ودرجات اللون الأسود، ويمكن أن تتراوح درجة السطوع حسب الجهاز بين 300 إلى 5 آلاف شمعة/م2، ولا تتم تغطية درجات اللون الأسود في الأجهزة الرديئة بشكل جيد، ويظهر تباين الألوان بصورة أضعف.
تلفاز أوليد (OLED)
وعلى الجانب الآخر، يمكن الإجابة عن السؤال بشأن تقنيات العرض المناسبة بشكل أكثر وضوحا. وأشار بيسجيس إلى ذلك بقوله: “توفر تلفازات أوليد أفضل صورة حاليا؛ حيث تمتاز الصور بالوضوح الفائق وأفضل قيم التباين ودرجات اللون الأسود”.
وعلى الرغم من أن أجهزة التلفاز المزودة بشاشة “إل سي دي” (LCD) توفر حاليا أعلى قيم درجة السطوع، فإن جودة الصورة الإجمالية لا يمكن مقارنتها بأجهزة التلفاز أوليد.
وأضاف بيسجيس قائلا: “توفر تلفازات كيوليد (QLED) مستوى جيدا من الجودة، حيث يتم الاعتماد هنا على تطوير لتقنية إل سي دي مع استعمال مصدر إضاءة متطورا يضمن عرض الألوان بصورة أفضل”.
تجهيزات الصوت
وعند الرغبة في الاستمتاع بالأجواء السينمائية في غرف المعيشة، فإن على المرء أن يولي تجهيزات الصوت اهتماما كبيرا.
وأوضح زايبت ذلك، قائلا: “نظرا لأن أجهزة التلفاز أصبحت أكثر نحافة، فقد أصبح من الصعب دمج سماعات الصوت الجهير أو السماعات العادية بحيث يصدح الصوت إلى الأمام”، وعلى الرغم من أن أجهزة التلفاز الفاخرة يمكنها أن تقدم أداء رائعا من خلال معالجة الإشارات الرقمية، فإن الاستمتاع بالأجواء السينمائية الحقيقية لا يتحقق إلا من خلال الصوت الفائق النقاء والوضوح.
وأضاف زايبت قائلا: “تبدو سماعات الساوند بار (Soundbar) من الفئة المتوسطة أفضل من محول التلفاز بوضوح، كما أن الصب ووفر (Sub-woofer) اللاسلكي الإضافي يعتبر حلا ملائما للأجواء السينمائية وغرف المعيشة”. ولا يكتمل الشعور السينمائي المثالي إلا من خلال توافر نظام صوتي محيطي كامل.
منافذ التوصيل
وعند الرغبة في شراء تلفاز جديد يتعين على المستخدم مراعاة منافذ التوصيل حتى تتوافر له جميع خيارات التوسيع في المستقبل. وأضاف بيسجيس قائلا: “تمت ترقية تقنية إتش دي إم آي (HDMI) مؤخرا إلى الإصدار 2.1 التي توفر المزيد من نطاق التردد، وتظهر أهميتها في تطبيقات الألعاب بشكل خاص وتشغيل محتويات الميديا بدقة 8 كيه (8K)”.
وعلى الرغم من أن منفذ إتش دي إم آي لم يصبح من التجهيزات المعيارية حتى الآن، فإنه يعتبر من الاستثمارات الجيدة للمستقبل، وبشكل عام يجب أن يشتمل جهاز التلفاز على 4 منافذ إتش دي إم آي على الأقل لتوفير منافذ لتشغيل الأجهزة الخارجية.
وإذا رغب المستخدم في الاستمتاع بتجربة سينمائية حقيقية في غرفة المعيشة، فلا ينبغي الاعتماد على الإعدادات الافتراضية للصورة في التلفاز الجديد. وأضاف زايبت قائلا: “يشتمل العديد من التلفازات حاليا على وضع الأفلام (Filmmaker)، الذي يتم فيه مواءمة الصورة وفقا لمواصفات السينما، ويمكن ملاحظة هذا الوضع بوضوح في إعدادات الألوان”.
مسافة المشاهدة
وفيما يتعلق بمسافة المشاهدة الصحيحة مع أجهزة التلفاز يو إتش دي، فإنها تبلغ ضعفي ارتفاع الشاشة، وهذا لا يعني المسافة القطرية، وعادة ما يبلغ ارتفاع الشاشة قياس 65 بوصة حوالي 80 سم، وبالتالي فإن مسافة المشاهدة تبلغ حوالي 1.6 مترا.
وعند اقتناء تلفاز أوليد، فإنه يجب مراعاة عدم فصل الجهاز من التيار الكهربائي، باستثناء حالات العواصف الرعدية أو فترات الغياب الطويلة عن المنزل. وعلل بيسجيس ذلك بقوله: “تتمتع أجهزة التلفاز أوليد بالقدرة على صيانة نفسها من أجل إطالة العمر الافتراضي للدايودات المضيئة العضوية أو الحفاظ على الشاشة”.
ومن الأمور المهمة أيضا، ترك التلفاز في وضع الاستعداد (Stand-by) بعد إيقاف التشغيل، لمنع ظهور تأثيرات الاحتراق (Burn-in) أو ما يعرف باسم أخطاء الصورة الدائمة، مثل محتويات البرنامج أو شعار المحطة التلفزيونية الذي يظهر في نفس الموضع.
(الجزيرة)