هل حان وقت القصاص من الحكام المذنبين؟
منح قرار اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) إيقاف حكمي الساحة والفيديو (فار) اللذين أدارا مباراة الأرجنتين والبرازيل في تصفيات كأس العالم، الأمل في القصاص العادل وعقاب بعض الحكام الذين يرتكبون أخطاء جسيمة في المواجهات الكبيرة.
وأعلن الكونميبول أن الحكمين تم إيقافهما “إلى أجل غير مسمى”، بسبب ارتكابهما “أخطاء جسيمة” في المباراة التي أقيمت الأربعاء الماضي، وأبرزها عدم اتخاذهما العقوبة الرادعة ضد المدافع الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي الذي ارتكب -في الدقيقة 39 من المباراة- خطأ عنيفا على المهاجم البرازيلي رافينيا.
وقال اتحاد أميركا الجنوبية -في بيان رسمي- “بعد التحليل الفني لتصرف حكم الساحة أندريس إسماعيل كونا سوكا فارغاس وحكم نظام الفيديو إستيبان دانييل فيجا.. ثبت أنهما ارتكبا أخطاء جسيمة وواضحة”.
ماذا يقول قانون كرة القدم؟
والحقيقة أنه خطأ جسيم فعلا ولا سيما أنه صدر عن حكمين وصلا إلى إدارة مستويات نخبة منتخبات العالم، لأن مخالفة الضرب بالجزء المدبب من المرفق، معروفة في المادة 12 من قانون كرة القدم (الأخطاء وسوء السلوك) بأنه من المخالفات الصارخة التي تستحق الطرد، لأنه أحد التصرفات العنيفة التي قد تسبب ضررا كبيرا للمنافس، وهو ما حدث بالفعل حيث تسببت ضربة أوتامندي في جرح فم رافينيا، ويمكن أن توثر على أسنانه التي نزفت من قوة الضربة.
كما أن تغافل الحكم عن طرد لاعب الأرجنتين في الشوط الأول أضرّ بالبرازيل التي كان سيكون لها الأفضلية باللعب ضد فريق ناقص، وقد يكون لذلك دور في انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.
وقد يكون هذا الخطأ مقبولا نوعا ما قبل ظهور تقنية الفيديو المساعد، ولكن لا يمكن أن يغتفر في ظل إمكانية مشاهدة حكام الفار الخطأ أكثر من مرة ومن عدة زوايا، فضلا عن مراجعة الحكم.
والحقيقة أن هذه الحالة لا تحتاج سوى لرؤيتها مرة واحدة لاتخاذ قرار الطرد، الذي يعد مثل “ورقة البوسطة” في قانون كرة القدم، ومن الغريب بل المريب أن يغيب عن الحكمين معا.
ورغم عدم تأثر المنتخبين بالخطأ، حيث ضمنت الأرجنتين التأهل -إلى جانب البرازيل- لنهائيات مونديال قطر 2022، إلا أن قرار الكونميبول كان حاسما لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء الساذجة التي تؤثر على سمعة التحكيم اللاتيني الذي يحظى بثقة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، بدليل إسناد إدارة مباراتي الافتتاح والنهائي في كأس العالم 2018 لحكم أرجنتيني، في حدث نادر منذ منح هذا الشرف لحكم برازيلي في مونديال 2006.
كما منح هذا الإيقاف الصارم الأمل في اتخاذ قرارات مشابهة ضد الحكام الذين يقترفون الأخطاء الجسيمة بل يكررونها دون رادع، مثلما يحدث في بعض المباريات وآخرها مباراة جنوب أفريقيا وغانا في تصفيات كأس العالم 2022، والتي تقدمت جنوب أفريقيا بعدها بشكوى للفيفا ضد حكم الساحة السنغالي الذي احتسب ضربة جزاء تسببت في خروجها وتأهل غانا للمرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال.
(الجزيرة)