ياطر نجت من مجـزرة محتمة أول من أمس.. ثلاثة صواريخ سقطت على منزل يقطنه 22 سوريّاً!
تحت عنوان “ياطر تنجو من مجزرة والحياة في كفرا مشلولة” كتبت رمال جوني في نداء الوطن:
نجت بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل من مجزرة محتمة، جراء سقوط ثلاثة صواريخ على منزل يقطنه 22 سوريّاً. وحدها العناية الإلهية تدخلت، وإلا كنّا أمام مجزرة ثانية يرتكبها الإسرائيلي. هي المرّة الثانية التي تُستهدف البلدة التي تقع في عمق 6 كلم. في المرّة الأولى طالت صواريخ المسيّرة الإسرائيلية شاباً من البلدة، ما دفعت بعض سكان البلدة إلى النزوح. مع الإستهداف الثاني، أخليت تماماً.
وسّع الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الجنوبية، لم يعد القصف محصوراً بخط المواجهة الحدودية، بل تقدم إلى عمق 5 كلم، ما يشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701 وقواعد الاشتباك التي ترسخت بعد حرب تموز 2006.
أول من أمس نفّذت مسيّرات الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على منازل السكان في القرى الجنوبية، مستهدفة مزرعة ماشية في الخيام، ومنزلاً غير مأهول في بلدة كفرا- قضاء بنت جبيل، في حين سقطت ثلاثة صواريخ على منزل مأهول في ياطر، حيث يقول أحد السوريين «إننا نجونا من مجزرة، كدنا نموت كلنا، ثوانٍ مرعبة عشناها، شاهدنا الموت، سقطت الصواريخ الثلاثة في الطبقات العليا، ووصلت إلى حيث تجمّعنا في الطبقة الأرضية، لم نصدق أننا ما زلنا على قيد الحياة».
يخيّم الخوف على سكان البلدتين، نسبة كبيرة نزحت من ياطر تجاوزت الـ2000 مواطن، كما يقول رئيس البلدية خليل كوراني. منذ الاعتداء الأول «تحولت البلدة خط تماس»، على ما يقول كوراني، مشيراً إلى أنّ «البلدة تتعرض للقصف بشكل شبه يومي، ما دفع بكل العائلات تقريباً للنزوح، ومن بقي هم كبار السنّ». ما يشفع للبلدة أن أقرب مستشفى لها هو مشفى تبنين المجهّز والقادر على استيعاب الجرحى والمرضى، غير أنّ ما يقلق كوراني هم مرضى غسيل الكلى والسرطان وكبار السن، لأنه وقت ارتفاع حدة المعارك، والتي تشتد يوماً بعد آخر، سيكون من الصعب نقلهم، بسبب خطورة الطريق، وأنّ ما حصل يوم الأحد الفائت مع عائلة سميرة أيوب وحفيداتها قد يتكرّر».
أكثر من مرة تعرّضت ياطر التي تقع على تلال مشرفة على الجليل الأعلى في فلسطين وعلى مدينة صور للقصف بقنابل فوسفورية ما تسبّب بحرائق، إلا أن فريق الدفاع المدني التابع للبلدية عمل على إخمادها والحدّ من توسعها.
لا يختلف المشهد كثيراً في كفرا جارة ياطر، والتي نالت نصيبها من القصف المسائي أول من أمس، إذ شهدت البلدة غارات تزامنت في الوقت عينه مع غارات استهدفت عيتا الشعب وزبقين واللبونة والخيام والريحان وغيرها، القصف المعادي طال أحد المنازل وسط البلدة، وهو خالٍ من السكان. ويرى يوسف عز الدين من بلدية كفرا أنّ «الحرب انعكست على الواقع الاقتصادي في البلدة، صار مشلولاً بالكامل، وأنّ صرخة الأهالي لو طال أمد المعارك صارت وشيكة».
ووفق عزّ الدين «المدارس الثلاث في البلدة بالكاد تفتح أبوابها، فالخوف مسيطر، بعدما طال القصف كل شيء بحجة قصف مواقع للمقاومة وهي منازل سكنية».
لا خطة طوارئ جاهزة لدى البلدية التي تعاني وضعاً مادياً صعباً، حالها كما يقول عز الدين كحال الدولة اللبنانية مفلسة وعاجزة، بالكاد تمكنت الهيئة العليا للإغاثة من تقديم بضع فرشات وأغطية، فكيف إذا استمرّت الحرب.