مرضى كورونا يكابدون لتأمين أجهزة التنفّس والمعنيّون غائبون
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
في الوقت الذي يتعرّض فيه القطاع الصحّي للإنهيار المتسارع في كلّ لبنان، وتعاني المستشفيات الحكومية نقصاً حادّاً في الأسرّة في العناية المركّزة وأقسام “كورونا”، ونقصاً في أجهزة التنفّس أيضاً، يتكبَّد المواطن في عكّار الأمرّين، حتى يتفاعل بما أمكن مع الأزمة التي أطاحت بالوضع الصحّي بالكامل، في ظلّ دولة غائبة، ووزارة صحّة تركت أجهزة التنفّس في المدينة الرياضية يتآكلها العفن، فيما هي قادرة على إنقاذ حياة مئات المواطنين.
في هذه الأثناء، تزداد الحاجة في عكّار إلى تأمين ماكينات الأوكسجين للمصابين في منازلهم، بعدما تعذّر تأمين أي سرير لهم في أي مستشفى. لكن دونها الكثير من العقبات ليس أقلّها تأمين الأموال اللازمة لشرائها أو حتى لاستئجارها. وبينما كانت هذه الأجهزة تباع بـ 600$ أميركي في السابق للجهاز الواحد، أي 900 ألف ليرة على دولار 1500 ليرة، فإن مبلغ 600 دولار اليوم هو أكثر من 5 ملايين ليرة لبنانية. وفي حين أنّ تأمين أجهزة التنفّس بالإستئجار لم يعد بالأمر السهل لأنّ كلّ من يملكها، من مراكز صحّية أو أشخاص، قد قاموا بتأجيرها أو يستعملونها، وشراؤها إن توفرت يصبح ليس سهلاً وتتحكّم فيها السوق السوداء بالكامل، حيث يتراوح سعر الجهاز حالياً بين 1000 و 1500$ في السوق السوداء، في وقت يُعالِج فيه المصاب نفسه على نفقته الخاصة من جهة، وثمة مواطنون لا يملكون في هذه الظروف الصعبة ثمن علبة الدواء، فما بالك بثمن جهاز تنفّس؟
وترتفع الأصوات في عدد من القرى والبلدات العكّارية، بضرورة تأمين مستشفيات ميدانية لمعالجة المصابين، ولكن هذا الأمر دونه معوقات عدّة، أهمّها عدم القدرة على تأمين المراكز والأموال اللازمة لشراء التجهيزات الطبّية اللازمة.
في هذه الأثناء، انطلقت في بعض البلدات حملات شبابية إنسانية تطوّعية، للمساعدة بتأمين أجهزة تنفّس للمحتاجين من مرضى “كورونا” في المنازل، وذلك عبر جمع التبرّعات لهذه الغاية. وقال المحامي نهاد سلمى عن حملة “دعمك بيرجعلك” في ببنين: “بعد غياب وزارة الصحّة عن عكّار وفي ظلّ الحاجة الماسّة إلى أجهزة التنفّس وعدم تحرّك المعنيين، أطلقنا أنا ومجموعة من الشباب الطيّبين هذه الحملة، لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين المرضى لشراء ماكينات الأوكسجين. نواجه العديد من الصعوبات في تأمين هذه الأجهزة، لا سيّما بسبب غلاء أسعارها في السوق السوداء، وحتى الآن استطعنا تأمين 3 أجهزة وهناك جهازان قيد التأمين”.
وأضاف سلمى: “لم يتجاوب معنا النواب والفاعليات والبلديات في هذه الحملة التي انطلقت قبل أيام، والأجهزة ستكون بتصرّف أهالي ببنين – العبدة، وهناك نية بأن يكون لدينا 50 جهازاً إذا سمحت الظروف، وستكون جميعها بمتناول المحتاجين لها في ببنين وفي مرحلة لاحقة للمحتاجين من خارج البلدة أيضاً.