نشر موقع “الحرة” تقريراً تحت عنوان “جهود مكافحة الإيدز في العالم.. ما حال الدول العربية؟”، وتطرّق فيه إلى واقع المصابين بهذا المرض في لبنان.
وأشار التقرير إلى أنه قبل 3 سنوات، اكتشف مواطنٌ يدعى عماد (58 عاماً) إصابته بالفيروس وهو على سرير إحدى مستشفيات لبنان، بعدما ارتفعت حرارة جسده عقب خضوعه لعملية جراحية لنزع ورم سرطاني.
وفي حديثٍ لـ”الحرة”، قال عماد: “ما إن ظهرت النتيجة حتى تغيّرت معاملة الأطباء والممرضين لي، أشعروني أني جرثومة متنقلة، نبذوني ومنعوني من الخروج من الغرفة، رغم أن هذا الفيروس لا ينتقل إلا من خلال علاقة جنسية أو بالدم، وذلك بدلاً من دعمي نفسياًط.
وقصد عماد عدة أطباء جميعهم كما يقول، مشيراً إلى أن هؤلاء “تسببوا بتدميره نفسياً”، لكنه قال: “جمعية براود ليبانون وقفت إلى جانبي وأمنت لي الدواء من وزارة الصحة وتابعت حالتي من قبل الطبيب الذي تتعامل معه. لولا ذلك، لم أكن أعلم ما الذي كان سيحلّ بي. استمريت مدة سنتين بعد اكتشاف إصابتي وأنا في حالة خوف من انقطاع الدواء، لكن مدير الجمعية طمأنني أنه مؤمن ولم ينقطع منذ أكثر من 10 سنوات”.
ووفق عماد، فإنّ المجتمع اللبناني غير مهيأ لهذا المرض، وقال: “المجتمع يعتبر المصاب به عاراً، كما أن الوعي الطبي مفقود. رغم يقيني بأني لا أنقل العدوى إلا أنني نفسياً لا أتقبل ممارسة الجنس، ولم أطلع أحداً بمرضي سوى شقيقي وصديقي، ومنذ 3 سنوات لا أعمل حيث أصرف من مدخراتي التي حجز المصرف الجزء الأكبر منها”.
لبنان بين الإيجابية والسلبية
تم تسجيل أول إصابة بالفيروس في لبنان عام 1984، وبعد 5 سنوات تأسس البرنامج الوطني لمكافحة السيدا (الإيدز)، كبرنامج مشترك بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، وذلك بعد ارتفاع عدد الأشخاص المصابين به.
ووفق رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري، الدكتور بيار أبي حنا، يمكن تقييم واقع مكافحة الإيدز في البلد من ناحيتين إيجابية وسلبية، ويقول: “الإيجابية تكمن بعدم انقطاع الدواء، فالبرنامج الوطني لمكافحة السيدا التابع لوزارة الصحة فعال جداً ولم يتأثر بالأزمة الاقتصادية، وهو يساعد المرضى من خلال تأمين الدواء لهم مجاناً وكذلك بعض الفحوصات. أما السلبية فتكمن بارتفاع عدد المصابين بالفيروس، حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة ازدياد حالات الأمراض الجنسية”.