كشف عدد من الركاب السابقين للغواصة المحطمة “تيتان” أهوال تجاربهم السابقة مع الغواصة التابعة لشركة “أوشن غيت”، التي عثر على حطامها في قاع المحيط الأطلسي بالقرب من حطام سفينة تيتانيك.
وقامت شركة “أوشن غيت” المالكة للغواصة تيتان، ببعثتين استكشافيتين إلى حطام تيتانيك في عامي 2021 و2022 قبل تحطم الغواصة في الرحلة الثالثة، وأيضاً نظمت عشرات الرحلات إلى أعماق أقل في مناطق عديدة من المحيطات.
اعلان
كما اتفق جميع من خاضوا التجارب السابقة على أن ما مروا به كان مخيفاً ومثيراً للقلق بسبب مشكلات تتعلق بالسلامة خلال الرحلات الاستكشافية السابقة للغواصة، وفق ما نقلته شبكة NBC News.
وروى بريان ويد (42 عاماً) ويعمل مصوراً في قناة ديسكفري، تجربته مع “تيتان” في آذار 2021 قائلاً “إنه في اللحظة التي بدأنا فيها اختبار الغوص، بدأت الأمور تسير بشكل خاطئ”، مضيفاً “بدأت الغواصة تهوي بشكل غير منتظم في الطريق إلى حطام تيتانيك، وحدث خلل في نظام الدفع نحو الأسفل”.
كما شعر الرجل الأربعيني بالذعر لأن الباب قد أُغلق من الخارج، ولا يمكن فعل شيء من الداخل، قائلاً: “هناك احتمال بعدم القدرة على فتح الباب حتى حين العودة إلى سطح المياه”.
ورفض ويد إجراء اختبار آخر بعد أسبوع من الأول. وبرر ذلك بالقول: “بدا كل شيء أنه لا توجد خطة لشيء، والهدف من التجربة لا يستحق مثل هذه المخاطرة”.
من جانبه، قال آرثر لوبل 61 عامًا، وهو رجل أعمال متقاعد ومغامر من ألمانيا، الذي ذهب في رحلة إلى موقع تيتانيك في عام 2021 مع اثنين من الركاب اللذين فقدا حياتهما في الرحلة المشؤومة الأخيرة، وهما الرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت” ستوكتون راش، والمغامر الفرنسي بول هنري نارجوليه، إن الشعور داخل الغواصة مثل “الكابوس”.
وتابع “إن الراكب يجب أن يكون على استعداد للجلوس طوال الوقت حيث لا يمكن الوقوف أو الانحناء”، مبيناً أن الشركة تلزم الركاب بالتوقيع على وثائق للإعفاءات من أي مسؤولية حال حدوث أي مشاكل عقلية، أو في حالة الوفاة التي ذكرت أكثر من مرة في الأوراق، بحسب لوبل.
بدوره، قال مايك ريس، الكاتب والمنتج الذي عمل في مسلسل The Simpsons، لشبكة ABC News إنه ذهب في أربع رحلات لمدة 10 ساعات مع “أوشن غيت”، بما في ذلك تيتانيك، مؤكداً أن الغواصة فقدت الاتصال بالسفينة المضيفة في كل مرة.
وتابع “عندما لامست الغواصة قاع المحيط في إحدى رحلات “تيتان” جاء صوت ضجيج عالٍ في جهاز الاتصال، وتوقف عن العمل كل شيء، جهاز التحكم وأجهزة الكمبيوتر والأضواء وقتها عدنا إلى السطح على الفور”.
بعد ذلك بعامين، أخذ رحلة استكشافية أخرى إلى موقع تيتانيك في الغواصة، واصفًا إياها بأنها أشبه ما تكون بـ”سيارة تقودها وأنت في حالة عدم توازن” يتحكم بها جهاز تحكم في ألعاب الفيديو.
يشار إلى أن تيتان، التي تشغلها شركة أوشن جيت إكسبيديشنز ومقرها الولايات المتحدة، كانت انطلقت في رحلة استكشافية لرؤية حطام سفينة تيتانيك مدتها ساعتان صباح يوم الأحد، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد مضي حوالي ساعة و45 دقيقة، ليعلن يوم الخميس العثور على حطامها بالقرب من موقع السفينة الشهيرة في قاع المحيط الأطلسي.
وكانت تحمل على متنها كلا من الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ (58 عاما) ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داود (48 عاما) وابنه سليمان (19 عاما)، والاثنان مواطنان بريطانيان، بالإضافة إلى المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عاما) والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن جيت إكسبيديشنز” راش ستوكتن، في رحلة كلفت كل واحد منهم 250 ألف دولار، والأهم حياته.