هكذا أصبحت “الرفاهية” في لبنان… ووداعاً لهذه أيضاً!
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
تُعرِّف معاجم اللغّة العربية مصطلح “الرفاهية” على أنّه “رغد العيش”، أي أن يعيش المواطن في أسلوبٍ من الحياة يحصل فيه على ما يُريد من مقتنيات ماديّة وخدمات ونشاطات من دون حرمان.
في لبنان، تتبدّل دلالة هذا المُصطلح على وقع تقلّبات الاسعار في السّوق وانخفاض القدرة الشرائيّة لدى لمواطن بشكلٍ إنحداريّ وحادٍّ ويوميّ، فما كان بالامس يُعتبر حياة “متوسّطة الرفاهية” في لبنان، أصبح اليوم حلم الغالبية الساحقة من الشّعب، حتّى إنّ النظرة إختلفت الى مفهومي “الكماليّات” و”الاساسيّات”.
وفي هذا السيّاق، يؤكّد الباحث في الدوليّة للمعلومات محمّد شمس الدّين لموقع mtv “أننا وصلنا الى مرحلة أصبحت فيها البديهيّات في حياة المواطن رفاهية في ظلّ ارتفاع الاسعار، فالمواد الغذائيّة التي كانت أسعارها زهيدة في السابق، كالمنقوشة وصحن التبولة لا يستطيع عددٌ كبير من الاشخاص الحصول عليهما، فمثلاً أصبح سعر منقوشة الجبنة 30 ألف ليرة، وصحن التبولة 35 ألف ليرة وهي أرقامٌ مرتفعة للذين يتقاضون ما بين مليون و500 ألف ليرة لبنانية ومليونين و500 ألف ليرة لبنانية وهم يُمثّلون 70 في المئة من الشّعب، مع الاشارة الى أنّ كلفة السلّة الغذائية لاسرة من 4 أشخاص إرتفعت من 450 ألف ليرة الى مليونين و500 ليرة وهي قابلة للارتفاع أكثر”، مشيراً الى أن “الملبوسات والاحذية والهدايا والاغراض المنزلية أصبحت تُعتبر من ضمن الرفاهية أيضاً لتعذّر الحصول عليها بسبب غلاء أسعارها”.
ويعتبر شمس الدّين أنه “في خلال الفترة السابقة، كانت القدرة الشرائية للمواطن اللبناني جيّدة نسبيّاً ومقوّمات الحياة والخدمات مؤمنّة الى حدٍّ ما، من الطبابة الى الكهرباء والمياه وغيرها، ولكنّ الوضع تغيّر اليوم والامور أمام مسارين: إمّا تشكيل حكومة في غضون أيّام ما سينعكس تحسّناً في الوضع الذي قد يشهد إستقامة خلال سنة في حال ضخّ السيولة المطلوبة وإجراء الاصلاحات، أو فإنّنا سوف نتّجه الى المسار الثاني وهو “الانهيار الكبير” إن فشل التشكيل وهو ما يعني عمليّاً غياب الخدمات ومقوّمات العيش بشكل كلّي، وفي مثالٍ على ذلك، عدم توفّر الكهرباء والمولّدات وحتّى الشموع، فضلاً عن انعدام القدرة الشرائيّة بشكل تامّ، وهنا الخوف الاكبر”.
بإختصار، أصبحت الرفاهية في لبنان حكراً على حاملي الدّولارات فقط، وهم أقلية مقابل أكثرية من مواطنين تخلّوا قسراً عن حبّهم للحياة وعن حقّهم بصرف ما يجنوه مقابل تعبهم كما يحلو لهم وأينما يريدون، والسبب؟ طبقة فاسدة سرقت فوق شبعها يليق بها وبنا المثل القائل “من سرق ذهباً أودع سجناً، ومن سرق بلداً بويع ملكاً”. تذكّروا هذا المثل جيّدا في يوم “المبايعة” وقبل نفاد الذهب…