مشاورات حكومية مكثّفة.. ماذا عن الاعتذار؟
جاء في “المركزية”:
عاد الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت امس بعد غياب استمر اسابيع. الانظار سترصد من الآن فصاعدا، اي خطوة يقوم بها، لتلمّس ماهية القرار الذي يمكن ان يتّخذه في شأن تكليفه: هل يستمرّ به ام يردّه ويقلب الطاولة الحكومية على الجميع.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الحريري الذي لم يقطع تواصله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري طوال فترة وجوده (اي الحريري) خارج البلاد، سيجري في الساعات المقبلة سلسلة اتصالات لعرض التطورات والمستجدات والخروج بالقرار الانسب. سبحة لقاءاته ستشمل اهل بيته من دار الفتوى الى كتلة المستقبل وتيار المستقبل، مرورا برؤساء الحكومات السابقين، وصولا الى عين التينة وايضا الصرح البطريركي.
الحريري سيأخذ في الاعتبار الوضع المعيشي الضاغط من جهة، وتداعيات اي خطوة يتّخذها، اعتذارا ام استمرارا في التكليف، على البلاد والعباد، من جهة ثانية، اي انه سيدرس ايهما افضل لوضع حدّ لمعاناة الناس، وسيغوص ايضا في ما يجب ان يفعله في حال اعتذر لناحية ايجاد رئيس مكلّف جديد. ذلك ان رميه المنديل من دون طرح او تبنّي خلفا له، سيعني استمرار المأساة الاقتصادية المالية. وهذه النقطة، يوليها بري الاولوية واهتماما خاصا.
وفق المصادر، فإن قرار الاعتذار يبدو حتى الساعة، معلّقا، ولم يحسم بعد، خلافا لكل المعطيات التي اشيعت في الايام والساعات الماضية والتي تقول ان الحريري بتّ أمره وسيقدّم اعتذاره. كما ان المصادر تلفت الى ان كل ما يتردد عن محاولات دق اسفين في صف رؤساء الحكومات السابقين، عبر الترويج لكون واحد منهم، سيوافق على تولي مهمة التشكيل بدلا من الحريري، ليس الا لذر الرماد في العيون وتشتيت الصف السني. وتوضح ان هؤلاء، على كلمة واحدة – اقلّه حتى الآن: احتمال تشكيل حكومة مع العهد الحالي، تكون اصلاحية وانقاذية خالية من الاثلاث المعطّلة، يبدو شبه معدوم، وبالتالي فإن ايا منا، لن يقبل بالتكليف ولا بالتأليف بهذه الشروط.
في الموازاة، تشير المصادر الى ان بكركي ستتحرّك لمحاولة تقريب وجهات النظر بين بعبدا وبيت الوسط، بالتعاون مع عين التينة، وذلك في هدي مشاورات يوم الصلاة والتأمل من اجل لبنان الذي عقد في الفاتيكان في اول تموز. وسيسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى ايقاظ الضمائر، داعيا الاطراف كلّها الى التنازل والى الانصات الى وجع الناس والى نداءات المجتمع الدولي الذي بات يهتم بلبنان ومعاناته اكثر من مسؤوليه.
فهل تنجح هذه المساعي التوفيقية ام تلقى مصير سابقاتها؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، كما ان الكلمة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم، يفترض ان تشكّل دليلا الى اتجاه الرياح: هل لا يزال متمسكا بتكليف الحريري (الامر المرجّح) وبدعم مبادرة الرئيس بري، ام سيستغني عنه؟ هي مرحلة تشاور اذا، تتابع المصادر، ومن غير المستبعد ان تطول اشهرا، ربما الى ايلول، فيكون المخرج بتشكيل حكومة انتخابات خالية من اي مرشّحين من رئيسها الى وزرائها…