أيّها اللبنانيون.. لتكن “طوابير الذلّ” ورقة اقتراعكم في الانتخابات النيابية
بات مشهد “طوابير الذلّ” مألوفاً لدى اللبنانيين في يومياتهم، وهو بدأ في محطات البنزين وتوسّعت رقعته لتشمل الصيدليات والأفران ومحال بيع البنّ والحبل على “جرّار رفع الدعم”.
في كلّ يوم يتمّ رفع الدعم عن سلع أو خدمات من دون الإعلان عنها، وكأنّ اللبناني الذي يتباهى بذكائه ودهائه وقدراته أمام العالم أصبح “مخدوعاً” والمياه تمرّ من تحت قدمَيْه من دون أن يشعر.
اللبناني الذي طاف العالم بإنجازاته وابتكاراته وإبداعاته، تحوّل اليوم إلى أسيرٍ لـ”طوابير الذلّ” التي شوّهت الصورة التي كان يتفاخر بها اللبناني أمام شعوب العالم، فأصبح يخجل بالمشاهد اليومية ويتمنّى لو أنّ بإمكانه إخفاء الصور والمشاهد التي تغزو وسائل التواصل في هذا الزمن الرقمي المتحوّل.
لا يستحقّ اللبنانيون هذا “الذلّ”، ولكن هناك من يرى أنّ “هذا ما جنته أيديهم” من خلال اختيارهم لهكذا طبقة سياسية حاكمة أغدقت عليهم يوماً الوعود بالمنّ والسلوى والكلام العسول لتضمن استمرارها على كراسيها، فجعلت من هذا الشعب ضحية وعود فارغة غير قابلة للتحقيق.
لكن ماذا إن تحوّلت هذه الطوابير إلى “عبرة” يأخذها اللبنانيون وتكون هي الورقة التي سيدلون بها في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة سواء جرت قبل موعدها أم في موعدها المفترض في العام المقبل.
مع هذا الانهيار المدوّي للبنان، أصبح أمام اللبنانيين خيار واحد وهو أن يترجموا شعاراتهم التي وحّدتهم في “17 تشرين الأول 2019” إلى أفعال في صناديق الاقتراع ويتذّكروا أثناء إدلائهم بصوتهم من تسبّب بوقوفهم لساعات في “الطوابير” ومن حرمهم من أدنى وأبسط حقوقهم، وليختاروا من يستحقّ أن يمثّلهم لا من يمثّل عليهم ويتاجر بهم بذرائع حقوق “الطائفة” بينما جلّ همّهم أن ينالوا حقوقهم كمواطنين وكـ”بشر” بعيداً عن المعارك “الدونكيشوتية” التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
“الطوابير” بالمطلق ليست بالضرورة مرتبطة بالذلّ، فاللبناني يقف في “الطوابير” في مطارات العالم وفي دول العالم على اعتبار أنّها تمثّل انتظام العمل والنظام في كلّ الدولة كي لا تحدث الفوضى.
فليقف اللبنانيون هذه المرة في طوابير الاقتراع ويعرفوا من يختاروا ويساهموا بتحويل “طوابير الذلّ” إلى “طوابير النظام” التي من شأنها أن تنهض بلبنان من دولة “فاشلة” إلى دولة حقيقية تفرض احترامها على المجتمع الدولي والعالم.
lebanon24