في لبنان: غلاء الأضاحي يسرق فرحة العيد!
جاء في وكالة “الأناضول”:
قبل يومين من حلول عيد الأضحى المبارك، خلت أسواق الأضاحي في لبنان من الزبائن خلافاً للسنوات الماضية حيث كانت تعج بالمواطنين.
المشهد الجديد ليس مفاجئا ولكنه انعكاس لأزمة اقتصادية حادة تعصف بالبلاد منذ أواخر 2019، تسببت بانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، ورفعت سعر الأضاحي عدة أضعاف، ككثير من السلع الأخرى.
وقبل الأزمة كان يبلغ سعر الأضحية الواحدة وهي عبارة عن خروف وزنه 40 كيلوغراماً كحد أدنى نحو 600 ألف ليرة، أما اليوم فسعره تخطى 4 ملايين ليرة لبنانية، ليتضاعف سعرها نحو 7 مرات مقارنة بالأعوام الأخيرة.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور في لبنان 675 ألف ليرة، كان يساوي قبل الأزمة الاقتصادية 450 دولاراً، إلا أن الحكومة لم تعدله على الرغم من انهيار الليرة اللبنانية بشكل غير مسبوق.
الأضاحي تُسعّر بالدولار
ويُسعّر أصحاب المزارع الماشية التي تربى في لبنان بالدولار الأميركي أو وفق سعر صرفه بالليرة، بسبب استيراد معظم متطلبات إنتاجها وتربيتها بالعملة الأجنبية لا سيما الأعلاف، وفق ما يؤكده تجّار الماشية.
ومنذ عام ونصف تشهد الليرة اللبنانية هبوطاً متسارعاً حيث وصل أخيراً سعر صرف الدولار في السوق الموازية نحو 22 ألف ليرة، بينما سعره الرسمي يبلغ 1510 ليرة.
وتعليقاً على الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى، قال المواطن محمد سيف لوكالة “الأناضول” إن هذا العام مختلف كلياً عن السابق.
وأضاف أنه “في العادة كنا نضحي بخروف أو اثنين كل عيد، إنما هذا العام لا نستطيع تأمين كيلوغرام واحد من اللحوم، بسبب غلاء الأسعار”.
فرحة منقوصة
من جهته، أشار مخيبر حسن وهو تاجر مواشي إلى أن الإقبال على شراء الأضاحي تدنى بشكل كبير، مضيفاً أن كثير من الناس لا تستطيع تأمين ثمنها في هذه الأيام.
وقال للأناضول إن هذا الواقع يُنقص من فرحة العيد ويُبدل العادات التي دأب اللبنانيون على ممارستها في هذه المناسبة.
أما أحمد نصرالدين الذي يملك متجراً لبيع اللحوم، فقال إنه بالعادة يمتلئ متجره بلحوم الأضاحي لتقطيعها وتوزيعها، أما هذا العام فكل شيء تغيّر.
وأضاف أن “الناس ليس لديها القدرة على شراء الأضاحي، وكذلك نحن القصابون (بائعو اللحوم) نجد صعوبة في شراء الذبائح”.
تأثير على الشعائر الدينية
وعن تأثير الأزمة الاقتصادية على ممارسة الشعائر الدينية، قال الشيخ حسن مرعب المفتش العام المساعد لدار الفتوى في لبنان إن سوء الأوضاع الاقتصادية أدى إلى تراجع القدرة على مواكبة الشعائر الدينية، لا سيما شعيرة الأضحية.