واشنطن: إقترب وقت التغيير في لبنان
كتب جوني منير في” الجمهورية”: ثمة تحضيرات جارية في واشنطن استعداداً لتحديد موعد جلسة استماع في «الكابيتول هيل» مخصّصة للبنان وتحضّرها لجنتا الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ إضافة الى مندوبين وممثلين عن بعض الوزارات والوكالات الامنية والجيش.
وهو ما يعني انّ قراراً ما آخذ في التبلور في الداخل الاميركي، لكنّ تحديد موعد جلسة الاستماع كان ينتظر استكمال التعيينات في الادارة الاميركية في المواقع التي لها علاقة بلبنان والشرق الاوسط. وهذا مرجّح إتمامه قريباً بحيث انّ التوقعات هي بانعقاد الجلسة قبل فرصة الصيف وربما قبل منتصف تموز المقبل.
وقد تداعت غالبية المنظمات الاغترابية اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية للقاء جامع في 23 حزيران الجاري بهدف توحيد جهودها ومطالبها من خلال ورقة موحّدة ستُرفَع الى الاجتماع المنتظر في «الكابيتول هيل».
وفي الواقع، تتوافق دوائر أميركية حساسة مع الشكاوى التي تحملها هذه المنظمات حول فشل كل الطبقة السياسية في لبنان. لا يصدّق هؤلاء الجدل الحاصل بين الطرفين المعنيين بتشكيل الحكومة حول تأمين مصالحهم الشخصية والذاتية والانتخابية، فيما من المفترض تشكيل حكومة إنقاذ لبلد اصبح مدمراً كلياً وجعل اللبنانيين في اسفل المراتب العالمية.
يتحدث هؤلاء باشمئزاز عن اطراف السلطة اللبنانية الغارقين في الفساد ما أدى الى انهيار اقتصادي وإفلاس مالي. كذلك، فإنّ هؤلاء يعتبرون انّ الانفجار الهائل الذي حصل في مرفأ بيروت جاء نتيجة لهذا الفساد والاهتراء الاداري. ويتساءل هؤلاء ايضاً بتعجب: هل من المعقول ان يكون لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي لا يوجد فيه كهرباء رغم كل ما صُرف عليه؟
كذلك يُسمع في الانتقادات الاميركية القاسية انّ الازمات السياسية ليست محصورة بمحطة واحدة، بل انها تتوالى وتهزّ بنيان الدولة بنحوٍ خطير ما أدى بهذه السلطة الى أن تعيش في حالة عزلة دولية وسط تآكل سعر صرف العملة الوطنية وفقدان السلع الاساسية من البلاد، وتقلّص الطبقة الوسطى وانزلاق العائلات اللبنانية الى ما دون خط الفقر.
الواضح، وفق مصدر ديبلوماسي اميركي في واشنطن، ان ليس هنالك من نية للتخلي عن لبنان في مقابل التفاهم مع ايران. انّ الوقت حان لمنع لبنان من ان يصبح دولة فاشلة، وان تغيّر الادارة الاميركية لن يبدّل من سياسة واشنطن تجاه لبنان. وبحسب المصدر نفسه، فإنه وفي نهاية العام 2020 فرضت ادارة دونالد ترامب عقوبات على مسؤولين لبنانيين، وانّ ادارة بايدن تؤيدها وستستمر فيها.
في الاستنتاج ليس بالضرورة ان تكون الرياح الاميركية عاتية، بل ربما قد تكون ناعمة، لكنها بالتأكيد ستذهب في اتجاه حقبة جديدة في لبنان، وعلى رسم بداية حقبة جديدة ومن خلال طبقة سياسية جديدة وذهنية مختلفة.