الفرّوج إلى 100 ألف دُرّ
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
“حتى الفرّوج طار… وصدق اللي قال: يا فرّوج مين رح ياكلك”، إذ من المتوقّع أن يصل سعر الفرّوج الى 100 الف وربّما أكثر، ما دام السوق “فلتاناً” والتهريب “شغّالاً”، وزاد الطين بلّة رفع الدعم، ما سيحرم الفقير من أكل الدجاج.
بعد رفع الدعم عن الدجاج بدأت أسعار الفروج بالارتفاع، اذ سجّل ارتفاعاً ملحوظاً، بحيث وصل سعر الـ3 كيلو فخاذ الى 100 الف ليرة بعدما كان قبل أيام بـ50 الفاً، أي بمعدّل مئة بالمئة في غضون أيام، فكيف ستكون عليه الحال في الأيام المقبلة؟
يتّجه سعر الفروج الكامل الى تخطّي الـ100الف ليرة لبنانية، ليتجاوز بذلك سعر كيلو اللحم الذي وصل الى الـ٨٥ الف ليرة لبنانية، اما الأسباب وراء الارتفاع الجديد لسعر الدجاج فليس فقط رفع الدعم وِفق ما اعلنته نقابة أصحاب الدواجن، بل التهريب الى سوريا، بحيث تشير المعلومات الى أنّ السوق السوري مربح للتجار، لا سيما في ظل الغلاء الفاحش في اسعار الدواجن هناك، وهذا ما يؤكده علي خيرالله صاحب مسلخ فرّوج في منطقة النبطية، ويشير الى “أنّ أسعار الفروج مرجّحة للارتفاع بشكل جنوني، ولا شيء سيوقف تحليقها طالما التهريب “شغّال”.
بنسبة عالية ارتفعت أسعار الفروج في غضون اربعة ايام، إذ سبقت اعلان رفع الدعم وِفق ما يؤكده خيرالله الذي إضطر لذبح 400 فروج فقط بدلاً من 1600، هو العدد اليومي الذي كان يذبحه في مسلخه، ويعيد السبب الى تراجع نسبة العرض والطلب في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن، لافتاً الى أنّ اقبال الناس على الشراء قد يتراجع أكثر في الايام المقبلة، سيما وأن الاسعار تخطّت امكانية المواطن.
في عملية حسابية بسيطة الموظف الذي يتقاضى 750 الف ليرة لبنانية وهو الحدّ الادنى للأجور، سيكون من الصعب عليه شراء فروج بـ50 الف ليرة، او ٣ كيلو فخاد بـ100 الف. أما المتبّلات فأضحت من الماضي، اذ تخطّى سعر كيلو الطاووق الـ60 الفاً و”الحبل على الجرّار”، ما يضع المواطن امام خيارين: إما مقاطعة الدجاج واللحوم التي باتت محرّمة عليه، أو الاكتفاء بشرائها مرة واحدة في الشهر، وهو ما يعتبره إبراهيم مستحيلاً، الرجل الخمسيني الذي دخل احد محال بيع الفروج لشراء كيلو دجاج، غير انه صدم بسعره “50 الف ليرة.. أوف.. طيّب شو مناكل؟ لا اللحم قادرين نشتريه وكمان الدجاج، والله حرام عليهم”. صدمة ابراهيم ترجمها بابتسامة خجولة قبل ان يغادر المحل، في حين اضطرت سوسن لشراء نصف كيلو طاووق فقط بالرغم من أنّ عائلتها تحتاج الى كيلو، لأنّ المبلغ الذي في حوزتها لا يكفي لشرائه بـ62 الف ليرة اي بمعدّل عمل يومين لزوجها.
ما زالت الناس في صدمة، لم تستوعب بعد قرارات رفع الدعم وملحقاتها من الأسعار الجنونية، إذ يتوقّع أحد اصحاب محال بيع الفروج تراجع نسبة الشراء الى حدود الـ80 بالمئة، وهو ما سيؤثّر حتماً على عمله وعمل كل المحال، ويعيد السبب الى تآكل العملة اللبنانية.
خضّات عديدة مرّ بها الفروج في لبنان، وشهد ارتفاعات متلاحقة في الأسعار بشكل كبير، فبعدما كان 4 كيلو الفخاد قبل عام بـ10 آلاف ليرة باتت اليوم بـ100 الف ليرة. ارتفاع الاسعار لم يستتبع بحملة ردع لها، حتى العلف المدعوم الذي كان مقرّراً خفض الاسعار نتيجة خفض التكلفة تبخّر وطار، ما ادى الى “طيران” الأسعار، وأضيفت اليه “عملية التهريب الكبرى واحتكار السوق من قبل 4 شركات تتحكم بالأسعار مضافاً اليها محتكرون فئة أولى وثانية ونقاط البيع”، على حسب ما يقول خير الله الذي يحمّل مسؤولية ما آل اليه قطاع الدواجن الى الفاسدين في هذا البلد الذين أدّى جشعهم الى حرمان الفقير الفروّج، والحلم بأكله…”.