غموض يرافق مجيئ لودريان الى لبنان.. وأهل السلطة “يتقبلون البهدلة بطيبة خاطر”
باستثناء التغريدة التي أطلقها ليل امس عبر تويتر، وقال فيها “سأكون في لبنان غدا برسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين ورسالة تضامن كامل مع اللبنانيين”، لم يصدر عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان او عن السفارة الفرنسية في لبنان اي توضيح بشأن برنامج الزيارة وجدول مواعيدها ، ما افسح المجال لكم هائل من التسريبات والاجتهادات ابرزها ما يتعلق بلقاء لودريان مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري او عدمه. حتى المسؤولين اللبنانيين المعنيين مباشرة عبروا عن عدم معرفتهم باهداف الزيارة ومندرجاتها وتوقيتها.
وفي هذا الاطار يقول مسؤول بارز “حتى الآن لا أعرف لماذا سيأتي وماذا يحمل وماذا سيقدم خصوصاً انّ المعطيات المتوفرة لا توحي بامتلاك باريس اي امر نوعي مختلف عما كان لديها في السابق، ليمكنها من الدفع في المبادرة الفرنسية الى حيز التنفيذ الفوري وتشكيل حكومة على اساسها”.
ورفض التكهن مسبقًا بنتائج الزيارة لكنه حرص على القول بأن “مهمة لودريان تبدو صعبة في ظل التعقيدات الموجودة والازمة المستمرة والمتفاقمة بين الرئيسين عون والحريري”.
وفي السياق ايضا بدا ان موضوع العقوبات التي كانت فرنسا اعلنت التحضير لها ضد “معرقلي الحل في لبنان” دخل ايضا في “متاهات الحسابات الاوروبية”، ما دفع باريس حتى الان الى محاذرة المجاهرة بها او بمن شملت او بحجمها.
في السياق ايضا يقول مرجع مطلع “من المؤسف ان السلطة في لبنان تضيّع فرص الحل الواحدة تلو الاخرى، وتضرب عرض الحائط المبادرة الفرنسية التي اعلنها الرئيس ماكرون، صديق لبنان، والتي لا تزال تشكل الضوء الوحيد في ظل الانشغال الخارجي بقضايا اخرى او الانكفاء عن الملف اللبناني”.
ويتابع المرجع “هذا النهج السيء لاركان السلطة والمعنيين تجاه المبادرة الفرنسية هو الذي يدفع فرنسا، عبر الوزير لودريان، لتوجيه “رسائل شديدة الحزم للقادة السياسيين اللبنانيين”، كما قال لودريان في تغريدته امس، في سياق مواقفه التصعيدية المعروفة، والمؤسف ان اركان السلطة يجدون “طبيعيا” ان يتعرضوا لـ” البهدلة والتوبيخ” من اصدقاء لبنان ، بينما يغرق اللبنانيون بهمومهم اليومية وتأمين عيشهم”.