جنبلاط يكمل استدارته.. مع تشكيل الحكومة من بعبدا
ذهب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعيدا في اعادة تموضعه السياسي، اذ انه زار قصر بعبدا امس، وبدأ نقاشا جديا مع الرئيس ميشال عون بعد ان كان في المرحلة الماضية رأس حربة ضده.
حاول جنبلاط امس ان لا يكون في مواجهة الرئيس سعد الحريري، شريك المرحلة الماضية، اذ اكد انه مع التسوية بغض النظر عن شكلها وما اذا كانت في حكومة من ١٨ وزيرا ام من ٢٠ وزيرا .
لكن، مهما حاول جنبلاط تجميل اعادة تموضعه، فان دعوته للتسوية من بعبدا سوف تشكل ضغطاً على الحريري بطبيعة الحال، وسيظهر ان جنبلاط يقف الى جانب عون او اقله استسلم لمطالبه.
زيارة جنبلاط الى بعبدا ليست المؤشر الاول على الاستدارة، بل كان قد سبقها اعلان واضح انه مع توسيع الحكومة وبالتالي اقراره بتمثيل رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان فيها وتخليه عن شروطه التي شكلت العقدة الدرزية سابقاً.
كما ان التسريبات التي خرجت من احد لقاءات جنبلاط الداخلية والتي انتقد فيها المملكة العربية السعودية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، توحي انه خرج من الاصطفاف الذي كان قد عاد اليه منذ ثورة تشرين.
وتعتبر مصادر متابعة ان جنبلاط وجد ان التطورات الاقليمية تشهد تحولات ليست في صالحه، خصوصا في التقارب الحاصل بين الخليج وسوريا كذلك التسوية المرتقبة بين ايران والولايات المتحدة الاميركية.
وتضيف المصادر ان جنبلاط الذي يقرأ التحولات مبكرا قد يكون وازن بين كل ما يحصل في المنطقة والذي سيكتمل في مهلة متوسطة المدى، وبين عدم قدرته وحزبه على سد الفراغ الناشيء عن الانهيار المالي والاقتصادي وبالتالي فإن حاجة جمهوره ستتسع بسرعة وقد تخرج الامور عن السيطرة.
ترافق ذلك مع اعادة تموضع كبيرة قام بها “حزب الله” اذ وقف بشكل كامل مع الرئيس ميشال عون وبدأ يلوح بخيارات دستورية، لا يرغب جنبلاط ابدا بالذهاب اليها، اذ انه، ووفق المصادر ذاتها، يجد ان فاعليته وفاعلية الدروز السياسية في نظام الطائف وازنة للغاية، وليس هناك ضرورة للتضحية بها..
كل ذلك قد دفع جنبلاط ربما الى اعادة التموضع السياسي، والى ان “يتجرع السم” عبر مهادنة بعبدا والتيار الوطني الحر.
lebanon24.