لبنان

١٢ ألف لعنة…

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

لم يحدث أن تعب اللبنانيون وحزنوا كما هي حالهم اليوم، فالخوف كبير على كل شيء بعدما خسروا كل ما يملكون وكل تعب السنين وكل أحلام المستقبل.

كثيرون يبحثون عن جواز سفر يخلّصهم من معاناة العيش في وطن تحوّل الى غربة موحشة.

آخرون يعجزون عن توزيع راتبهم على أيام الشهر، وهم لا يدرون سعر الدولار في اليوم التالي وكم سترتفع معه أسعار المواد الغذائية الأساسية وصفيحة البنزين.

قسم ليس بقليل ينتظر “كرتونة” الاعاشة التي توضع على باب منزله وبعض السكر والأرز والزيت والمعلبات، علّها تسد جوع أطفاله.

خوف اللبنانيين كبير وغضبهم أكبر على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن قلّة من نزل الى الشارع ليصرخ ويتحدث عن جوعه وعوزه و”قرفه” من كل شيء. لكن الغضب خلف ابواب المنازل اكبر بكثير.

فخلف أبواب اللبنانيين وجع كبير لا يلمسه مسؤولو هذا البلد، فجوعهم اضعاف شبع هؤلاء، فكيف بهم يشعرون بالخزائن الفارغة وهمّ الأهل لتأمين لقمة العيش وحبة الدواء وصفيحة البنزين والمازوت.

خلف أبواب اللبنانيين صرخات ونقمة وكلام يخاف الكثير منهم ان يبوحوا به، فجميع اللبنانيين قد تساووا بعدما باتوا رهائن منصات سعر صرف السوق السوداء التي باتت تحدد لهم ما يجب ان يأكلوا ويشربوا، الى هذا الحد وصل الحال بالناس التي كفرت بكل شيء وباتت تشعر فعلا أنها لم تعد تملك ما تخسره.

غدا ستجنّ أسعار المواد الغذائية على وقع انهيار الليرة، ولا توجد اي بارقة أمل بأن حفلة الجنون هذه ستقف أو ان القيمين على تشكيل الحكومة مستعدون للتنازل من أجل خطوة تشكل مدخل الانقاذ الوحيد القادر على وضع حد للمصيبة التي وصلنا بهم، فعن أي حقوق يتحدثون وأي دستور واي صلاحيات واي ميثاقية؟

غدا موعد اخر مع الجنون، وبينما هناك من يعيش على جزيرة معزولة عن كل ما يجري، سيكون ابناء البلد على موعد مع جرح جديد وحزن أكبر… وخلف أبواب اللبنانيين كما منصات سعر الصرف، ١٢ ألف لعنة عليكم.

mtv

مقالات ذات صلة