لبنان

عقل الحريري في الرياض.. وعينه على اسطنبول

بات بحكم المؤكد انزلاق الوضع من ايدي الأطراف المحلية والاتجاه نحو الخارج لفض الخلافات وإيجاد تسوية تقي لبنان المصير الأسود. و يمكن وضع زيارة وفد حزب الله إلى العاصمة الروسية بمثابة تكريس للتدخل الخارجي او التسليم به كامر واقع.

في غضون ذلك، وصفت أوساط مطلعة النقاش الدائر حول تشكيل الحكومة كالدوران في الحلقة المفرغة، فما ان تنحسر اتصالات حتى تتقدم مبادرة دون الوصول إلى المرتجى في حين ان اللبنانيين باتوا فريسة تفلت الغلاء الفاحش.

في هذا الإطار، أتت مبادرة الرئيس بري كنوع من التعويض عن إنكفاء اللواء عباس ابراهيم بفعل التجاذبات القوية حول حجم الحكومة والحصص ، و قد أسر بري أمام زواره استحالة ابقاء التصور الحكومي كما اقترحه الحريري 18 مقعدا وانه لا بد من الذهاب إلى خيار التوسيع. فهل يقبل الحريري؟
الإجابة مرتبطة بالمشاورات مع الخارج حكما مع الإشارة إلى جملة مكاسب حققها الحريري في الفترة السابقة ،بدءا من إعادة اهتمام دول الخليج بلبنان من بوابة ابو ظبي مرورا بفتح الخطوط مباشرة مع اسطنبول في ظل اللغط الكبير حول حقيقة الدور التركي من ١٧ تشرين ٢٠١٩ و حتى اليوم.

ينقل زوار السفير السعودي وليد البخاري إيجابية في التعامل مع الشأن اللبناني، علما بأن فريق العهد حاول مرارا الغمز بقناة علاقة الحريري مع السعودية بما في ذلك الحديث المتكرر عن استقالة الحريري من الرياض ضمن منطق لا يخلو من الابتزاز السياسي، طالما ان الجميع على قناعة رائجة بأن نجاح مطلق حكومة مرتبط بضرورة تأمين احتضان عربي ينتشل لبنان من “نار الجهنم”.

ضمن هذا الإطار ، يمكن إعتبار الحوار التركي مع مصر بمثابة النقاط التي تعزز رصيد الحريري بتامين غطاء خارجي يشبه إلى حد بعيد الإجماع العربي والدولي الذي تأمن عند انعقاد مؤتمر الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية و أعاد العافية إلى النظام اللبناني.

Lebanon 24

مقالات ذات صلة