“اللقاء 14″… عون “مكانك راوح” ولا ولادة حكومية
جاء في “نداء الوطن”:
لم يتأخر الوقت كثيراً ليتبين أن “الحمل الحكومي كاذب”، وان الولادة غير ممكنة طالما أن بعبدا مصرّة على موقفها، وان عملية تقطيع الوقت بانتظار رحيل ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي تسلط سيف العقوبات مستمرة، وعلى الشعب ان يتحمّل “النفاق السياسي” ويدخل في جوعه القاتل وعوزه المهين للكرامة حتى يستفيق الضمير المفقود.
وخلاصة اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري العودة الى المربع الاول او نقطة الصفر، التي اصلاً لم تغادرها عملية التأليف منذ التكليف واقتصرت الامور على وعود بإيجابيات لم تتحقق، واللقاء الذي استمر ساعة، لم يتم خلاله التوصل الى اتفاق نهائي في مسألة التشكيلة الحكومية، وتقرر الاستمرار في التشاور خلال اجتماعات لاحقة، الى حين انقضاء الاعياد، اذ غادر سياسيون وسيلحق بهم آخرون لقضاء الاعياد خارج لبنان، بعيداً من أنين عائلات شهداء انفجار مرفأ بيروت والفقراء المرشح ان يصبح عددهم، في ظل الطبقة السياسية المحتلة للمؤسسات سبعين في المئة من تعداد الشعب اللبناني.
وما حصل في لقاء الساعة امس بين عون والحريري بحسب مصادر مطلعة على حراك بعبدا انه “جرى التداول بالتشكيلة الحكومية على ضوء ما طرح من نقاط في اللقاء الثالث عشر امس الاول، خصوصاً لجهة ان تكون الحكومة قادرة ومنتجة وفاعلة تتمتع بعدالة التمثيل الطائفي والمذهبي والتماثل بين المذاهب في توزيع الحقائب”.
وأوضحت انه “لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي حول التشكيلة المقترحة من الحريري الذي لم تنفع محاولته تدوير الزوايا حول حقائب العدل والداخلية والطاقة في تليين موقف رئيس الجمهورية، الذي اصر على ان يكون القرار النهائي والحاسم له في هذه الحقائب، مع بروز عقدتين درزية رافضة لان تكون حقيبة الخارجية فقط من حصة الدروز، واصرت على حقيبتين للوزير الدرزي وكاثوليكية طالبت بالمساواة في التمثيل مع المكون الدرزي، وبالتالي دخلت معادلة جديدة تقول ان الحكومة يجب ان تكون حكومة تكافؤ حتى تستطيع ان تمارس مسؤولياتها في المرحلة المقبلة”.
وبعد اللقاء، تحدث الحريري فقال: “المشاورات مع فخامة الرئيس ستستمر، وأرغب اولاً في تهنئة اللبنانيين لمناسبة الأعياد المجيدة، وكنت أتمنى لو كانت هناك حكومة قبل حلول موعد الأعياد، انما هناك تعقيدات واضحة لا تزال موجودة. وعلى الرغم من الوضوح في المشاكل السياسية، لا يجب على اللبنانيين ان يستمعوا لأحد يقول اننا غير قادرين على وقف الانهيار الذي يحتاج الى حكومة لكي توقفه، مؤلفة من اخصائيين للسير في مشروع الإصلاح. وأتمنى على الجميع ان يعلموا انني لن اتوقف حتى تشكيل حكومة أصرّ على ان تكون من الاخصائيين، وهو ما يرغب به رئيس الجمهورية ايضاً”.
أضاف: “ان الخلاف هو على أمور قد يكون سببها الثقة التي ضاعت خلال الفترة الماضية، والتي يجب علينا إعادة بنائها بين الافرقاء، انما لم يعد هناك من وقت للسياسيين وعليهم ان يعرفوا ان البلد ينهار بسرعة كبيرة، والإسراع في تشكيل حكومة اخصائيين وخبراء يعلمون ما يفعلون من دون تسييس، فلا يهمني معرفة وثيقة بالوزير الذي سيسمى، إذ عليه ان يكون تركيزه على الإصلاح وليس على ما يريده سعد الحريري. وحتى لو جئت انا شخصياً وطلبت منه القيام بشيء، عليه ان يجيب بأن هذه المقاربة خاطئة والمطلوب القيام بالإصلاح بطريقة اخرى، ونحن نحتاج الى من يقول لنا لا عندما نخطئ كرؤساء، وان نستفيد من هؤلاء لمصلحة البلد”.
وأضاف: “أقول للبنانيين انه ربما نتأخر في تأليف الحكومة، وهو يشكل للأسف ضغطاً على البلد، ولكنني أدرك ايضاً ان فخامة الرئيس حريص مثلي على قيام الحكومة وسنستمر في العمل معاً من اجل ذلك، ولكن لا يجب على احد القول للبنانيين ان هذا الانهيار لن يتوقف، وسنبقى- حتى تشكيل الحكومة- نعمل بجهد لاتخاذ قرارات صعبة وسريعة، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها العمل مع حلفائنا في الخارج والمجتمع الدولي لاعادة لبنان الى المكان الذي يجب عليه ان يكون فيه. ونتمنى على كل الافرقاء السياسيين ان يفكروا بأمر واحد، وهو اننا اصبحنا في موسم الشتاء، وهناك أناس لم يعد لديها مأوى لتسكن فيه بعد ان هدمت منازلها، ويجب تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن ليعلم اللبناني ان هناك شبكة امان تحميه، وهو أمر لا يمكن ان يحصل من دون حكومة”.
وأكد ان “عظمة لبنان هي في اللبنانيين، ونحن قادرون وحدنا على وقف الانهيار انما يجب ان نتواضع جميعاً والتفكير في مصلحة البلد، وليس في مصلحة فريق، فالوطن يستحق ان نضحي من اجله جميعاً، ولست في وارد عرض التحدي على أي فريق سياسي، انما ادعو الى لحظة تأمل لنا جميعاً، لانه بعد رأس السنة يجب ان تكون هناك حكومة، لأن المواطن لا يريد ان يرى سعد الحريري يتوجه الى القصر الجمهوري ويغادره من دون تشكيل حكومة”.