ماكرون يحذّر من “حرب أهلية” في لبنان
قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية في وقت سابق الجمعة إن ماكرون سيتوجه إلى بيروت الأسبوع المقبل للضغط على الساسة اللبنانيين للمضي قدما في تشكيل حكومة يمكنها أن تطبق إصلاحات عاجلة.
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “حرب أهلية” في لبنان “إذا تخلينا عنه”، وذلك قبيل عودته إلى بيروت الأسبوع المقبل في مسعى لإنهاء الأزمة السياسية التي تمنع تشكيل حكومة تخرج البلاد من أزمتها العميقة.
وقال ماكرون من باريس “إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية” وسيؤدي ذلك إلى “تقويض الهوية اللبنانية“، في البلد الذي شهد انفجارا مدمرا مطلع آب/اغسطس في مرفأ بيروت أودى بحياة 181 شخصا.
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية في وقت سابق الجمعة إن ماكرون سيتوجه إلى بيروت الأسبوع المقبل للضغط على الساسة اللبنانيين للمضي قدما في تشكيل حكومة يمكنها أن تطبق إصلاحات عاجلة.
وقال المسؤول للصحفيين قبل زيارة ماكرون لبيروت يومي الاثنين والثلاثاء ”قال الرئيس إنه لن يستسلم. قطع على نفسه عهدا بفعل كل ما هو ضروري وممارسة الضغوط اللازمة لتطبيق هذا البرنامج“.
وأضاف المسؤول أن الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية جانبا مؤقتا وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير.
وقالت الرئاسة اللبنانية إنها ستجري مشاورات مع الكتل النيابية يوم الاثنين لتسمية رئيس جديد للوزراء بعد استقالة الحكومة هذا الشهر في أعقاب الانفجار المروع بمرفأ بيروت.
والرئيس مطالب بتسمية مرشح ينال أعلى قدر من التأييد بين نواب البرلمان.
والسياسي السني سعد الحريري هو الاسم الجاد الوحيد الذي يتردد كمرشح للمنصب حتى الآن. لكنه قال هذا الأسبوع إنه ليس مرشحا بعدما أعربت عدة أحزاب كبرى عن عدم تأييد عودته للمنصب.
*مواجهة دامية
وأثارت معركة دامية بين سنة وشيعة في لبنان ليل الخميس تحذيرات من احتمال اندلاع المزيد من العنف في وقت تندفع فيه البلاد صوب حافة الهاوية بفعل الانهيار المالي والتوترات السياسية.
وقُتل شخصان أحدهما صبي لبناني سني يبلغ من العمر 13 عاما والآخر رجل سوري في منطقة خلدة جنوبي العاصمة عندما وقع تبادل لإطلاق النار مساء يوم الخميس.
واستُخدمت الرشاشات والقذائف الصاروخية (آر.بي.جي) في المعركة التي قال الشهود إنها استمرت أربع ساعات.
واتهمت قبيلة عربية سنية ينتمي إليها الصبي القتيل جماعة حزب الله الشيعية القوية المدعومة من إيران بفتح النار، فيما نفى الحزب بشكل قاطع أي علاقة له بالحادث.
وقال الجيش اللبناني، الذي انتشرت قواته بكثافة في المنطقة يوم الجمعة، إن المشكلة كانت وليدة خلاف حول راية تخص احتفال الشيعة بيوم عاشوراء.
وقال بيان الجيش إن النزاع الذي وقع كان بين أفراد من عشائر عرب خلدة وسكان من المنطقة، دون تحديد هويتهم.
وكان العنف محركا ودافعا لموجة نشطة من الاتصالات بين الساسة اللبنانيين الساعين لاحتواء التوتر.
ولا تزال البلاد تكافح تبعات انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب الذي أودى بحياة 180 شخصا وتئن تحت وطأة أزمة مالية يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد للاستقرار منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
وهتف المشيعون ”لا إله إلا الله.. حزب الله عدو الله“ وهم يحملون جثمان الصبي على المحفة إلى منزل جده قبل دفنه يوم الجمعة.
وأطلق ملثمون النار من بنادق آلية في الهواء.
ووصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة في لبنان الاشتباكات بأنها مقلقة للغاية. وقال المسؤول الدولي جان كوبيس على تويتر ”آخر ما يحتاجه لبنان المعذب هو فتنة طائفية… فتنة تمثل طريقا مؤكدا لكارثة“.
وانفتح جرح الشقاق الطائفي بين السنة والشيعة في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005. وعادت الخلافات مرة أخرى بعد أن أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة مؤخرا سليم عياش وهو قائد عسكري في حزب الله بالتآمر لقتله.
وينفي حزب الله اشتراكه بأي صورة في قتل الحريري الذي كان حينئذ أبرز زعيم سني في لبنان.
وقال مصطفى علوش، أحد قياديي تيار المستقبل ”إن التصاعد المتقطع للعنف هو علامة أخرى على تفكك الدولة“. وأضاف لرويترز ”أتوقع أن تظهر نماذج مماثلة أو أشكال أخرى من العنف من الآن فصاعدا“.
وقالت صحيفة ”الأخبار“ الموالية لحزب الله إن التوترات السياسية بدأت تتسرب إلى الشارع.
وأوضحت ”’معركة‘ خلدة… أعطت إشارة واضحة إلى أن اللعب بالشارع سرعان ما سيخرج عن السيطرة، ليُحرق كل البلاد“.
البوابة