الازمة في بيروت والحل من الرياض؟
توغل السلطة بمزيد من التهور في سلوكها بينما يغرق لبنان بوحول أزمات لا عد لها و لا حصر، الافق السياسي مسدود بعدما اسرّت الأطراف السياسية نفسها بمواقفها وعكفت على انتظار الفرج من الخارج.
الرئيس الحريري حاول اختراق الجمود الحاصل في تشكيل الحكومة بجولة على الخارج ، استفاد من عزلة العهد وحاول التغلب على شروط عون ومطالب باسيل ، لكن و رغم ذلك يبقى حراكه ناقصا طالما انه يطوف على البلاد المحيطة دون أن تطأ قدماه الرياض.
بالمقابل ، سلم جبران باسيل خلال اطلالته الأخيرة بخسارته أمام الحريري و التراجع عن الثلث المعطل حيث يؤكد مطلعون بأن باسيل يرفع السقف في لحظة مصيرية تمهيدا لتحصيل ما أمكن من مكاسب استدراكا لتسوية متعددة الأطراف تلوح في الافق البعيد.
من هنا، كانت أشارته خلال اطلالته الأخيرة “الى ان الخارج قد يساعدنا ولكن لا يستطيع الغاءنا”، فباسيل المعاقب دوليا بات يضيق ذرعا بالمساحة الضيقة بين البياضة واللقوق ( مقرا اقامته) ويسعى الدخول على خط المشاورات الحاصلة باي ثمن، وقد زاد من احراجه الموقف الروسي العلني برفض مطلب الثلث الضامن.
أمام هذا المشهد المربك ، بات من المتعذر على الحريري الثبات على موقفه بتشكيل حكومة من 18 وزيرا انطلاقا من عدم إعطاء وليد جنبلاط بشخص وزيره الوحيد ورقة الميثاقية القادة على التحكم بمصير الحكومة، بالمقابل سيخسر باسيل التمثيل المسيحي الصافي لصالح تيار المردة.
في ظل هذا الحائط المسدود، ترى أوساط متابعة بأن حل الأزمة يتطلب تدخلا خارجيا يرمم المبادرة الفرنسية و يجعلها قابلة للتنفيذ، من هنا أتى ارجاء الرئيس الفرنسي زيارته المقررة إلى الرياض والاستعداد لطرح حل متكامل ومن ثم فرضه على الداخل اللبناني .
إلى ذلك حين ، ليس على اللبنانيين الا متابعة السوق الموازية للدولار و مؤشر اسعار المحروقات وفضائح الطبقة السياسية و آخرها التلقيح من وباء كورونا.
lebanon24.