صحةلبنان

لغزٌ في المستشفى: هذا ما حصل بعد وفاة المريض!

يوميا، يخسر العشرات في لبنان معركتهم مع كورونا تاركين أحباءهم، وصدى صرخات أوجاعهم التي تشهد عليها غرف المستشفيات وأروقتها.

قصص كثيرة من المعاناة يحملها كل مريض يضطر إلى دخول المستشفى نتيجة المضاعفات المتصلة بفيروس كورونا، فإذا كان محظوظا تنتهي القصة بفرصة جديدة بالحياة، وإلا تكون النهاية سوداء بشعة تماما كالفيروس القاتل الذي ينهش البشرية.

قصة عائلة الشدياق تختلف قليلا عن قصص كورونا الاعتيادية، فالمعاناة لم تقتصر على وفاة الوالد، بل تعدتها إلى ممارسات مستشفى غفل عن أبسط أدبيات التعاطي والاحترام، خصوصا حينما يتعلق الأمر بعائلة خسرت أحد أفرادها بسبب الفيروس.

قبل ثلاثة أسابيع، دخل السيّد سليم شدياق إلى مستشفى سان جورج في عجلتون نتيجة إصابته بكورونا، وهو الذي يصارع أساسا المرض الأخبث، السرطان.

فجر الخامس عشر من كانون الثاني المنصرم، تبلّغت العائلة خبر وفاة مريضها، وبسبب الإجراءات المتبعة تمّت مراسم الدفن في اليوم نفسه.

تروي إبنة الراحل، يارا شدياق، في حديث لموقع mtv الالكتروني، انها اتصلت بالمستشفى في اليوم التالي للسؤال عن أغراض والدها التي بقيت هناك، فقيل لها إنه تم وضع الأغراض في كيس برتقالي اللون، بانتظار أن يمرّ أحد لأخذه. وبعد يومين تقريبا، أرسلت الشابة أحدهم لجلب الأغراض فإذ به يفاجأ بأن الكيس مفقود.

اتصلت يارا مجددا بالمستشفى وتحديدا بمكتب الشكاوى لتطلعهم على انه لم يتم تسليمها أغراض والدها، التي هي عبارة عن هاتفه والشاحن، إضافة إلى أدوية سرطان كان يتناولها الراحل، وبطانيات ووسادة.

مرّ أسبوع، من دون أن يتواصل معها أحد من المستشفى، فعاودت الاتصال بهم من دون نتيجة، وهي طوال هذه الفترة كانت تحاول الاتصال على رقم والدها، والهاتف كان لا يزال يرنّ قبل أن يُقفل قبل حوالى الأسبوع.

تؤكد يارا، لموقعنا، انها لجأت إلى قوى الأمن الداخلي كما البلدية، باعتبار أن والدها كان عضوا فيها، أملا في مساعدة ما لاستعادة أغراض والدها، لكن المستشفى لم يتجاوب البتة، حتى ان إحدى الراهبات قالت لها في أحد الأيام إن أغراض مرضى كورونا تُرمى في العادة، وأضافت: “إذا بدّك بشتريلك تلفون تاني”.

قصة عائلة الشدياق قد لا تكون وحيدة، حيث أن إبنة الراحل أكدت أن قصصاً مماثلة تحصل في المستشفى مع آخرين لم يتسلموا أغراض موتاهم، لكأنه لغز أو ربما استهتار أو أمر آخر… لا أحد يدري!

فكأن مأساة الوفاة لا تكفي وحدها، والمصائب لا تأتي فرادى… إلا ان حقيقة واحدة أكيدة أنه، حتى الموت، وما بعده، بات جهنّما في المزرعة التي نعيش فيها.
mtv.

مقالات ذات صلة