جردة حساب عونية.. خسارة كبرى ولكن!
أطلق مناصرو التيار الوطني الحر امس،”هاشتاغ”عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يدعو الى التدقيق الجنائي ، والواضح ان طريقة التعاطي العونية مع هذا الموقع باتت مختلفة، منظمة اكثر، وتعتمد، كما خصومهم، على قادة الرأي والمشاهير.
في لحظة ما بدأ “التيار” اعادة تنظيم نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي مستفيداً من اخطاء لا تعد ولا تحصى حصلت معه في المرحلة الماضية، بسببه اولا، وبسبب احترافية عمل خصومه ثانيا .
اعادة التنظيم، قد لا تكون محصورة بالاعلام الاجتماعي، اذ ان “البروباغندا” عموما، باتت مختلفة. وبعيدا عما يتردد في بعض الاوساط السياسية من انه تم استقدام شركة متخصصة تتولى العمل على ” ادارة تحسين صورة” رئيس التيار جبران باسيل ام لا، غير ان الاستراتيجية التي بدأت قبل مدة توحي انها قد تنجح.
اعتمد التيار استراتيجية الهجوم على الخصوم والحلفاء، وتحريك استدعاءات قضائية عبر بعض القضاة المحسوبين على العهد ، وشن حملات اعلامية عن حقبات سابقة شابها الفساد، او اقله هذا هو الاطار الذي وضعت به وطالت سياسيين وعسكريين وغيرهم، لينسى الرأي العام لفترة باسيل ويتفرغ لخصومه..
يبدو ان الامر في السياسة ليس مختلفاً، اذ تحرر باسيل من مراعاته للاميركيين، وهو لم يكن يتمنى ذلك ، لكنه وبعد العقوبات وجد ان لا شيء بقي ليخسره، وها هو يقترب من التحرر من رهانه على ولاية بايدن ايضاً.
عاد باسيل ومن خلفه رئيس الجمهورية للتصعيد السياسي، بعد انكفاء غير طوعي بدأه في 17 تشرين، لكن خطاب باسيل وسلوكه يركز على الصلاحيات، يحاول استثمار ما قام به في السنوات الماضية للقول للمسيحيين “لقد حققت لكم عودة النفوذ والحضور في السلطة والادارة، وها هم يستغلون ضعفي ليعيدوا عقارب الساعة الى ما قبل الانسحاب السوري”.
ليس ثابتا بعد ان مثل هذا الخطاب لا يزال يهم المسيحيين ويجذبهم، وبالتالي سيحسن من شعبية باسيل، اذ ان كثرا في الوسط المسيحي باتوا في مكان اخر بعد الحراك المدني، لكن الاكيد ان باسيل يزيد من شرعيته امام قاعدته الصلبة ويحاول رسم طريق جديد مرتبط بمرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون..
كل المؤشرات داخل التيار توحي بأنه يقوم بمراجعات جدية، ويعد مثلا ورقة سياسية جديدة، والزم “حزب الله” ايضا بمراجعة ورقة التفاهم بينهما، واخيرا بدأ تفكيرا جديا بأخد قرار السير بالتوجه نحو الشرق. كلها محاولات لترقيع الندوب والتهشيم الذي طاله في المرحلة الماضية.. فهل ينجح؟