عين الرمانة… والكذبة الأكبر التي صدّقناها!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
يوم رحل عنّا الاحتلال السوري عام 2005، ظننّا أن واحدة من أسوأ الحقبات التي انطبعت في تاريخنا ذهبت إلى غير رجعة، وأننا بالفعل تحرّرنا… لم ندرك يومها أن السوريين تركوا عندنا ودائع من الظلامية والاستبداد، وفكرا سوداويا “تتلمذ” على أيديهم!
أحد منا، نحن أبناء الحياة والسيادة، لا يحبّذ استذكار تلك المرحلة السوداء التي شهدت أشكالا لا توصف من الظلم وتركيب الملفات، غير أن ما يحصل اليوم، أعادنا مرغمين إلى هناك، إلى المكان الذي ظننا اننا انتهينا منه.
عشرات الشبان من أبناء عين الرمانة لا يزالون موقوفين في المحكمة العسكرية، منذ أحداث 14 تشرين، بالملابس نفسها، ومن دون السماح لأحد من عائلاتهم بالاطمئنان عليهم أو إحضار الطعام لهم.
مرّ عشرون يوما وهؤلاء مرميّون في المحكمة العسكرية، ذنبهم أنهم سكان منطقة، ظنّ البعض أنها مستباحة فدخلوها بالرشاشات والقذائف… ذنبهم أنهم تصدّوا لمن حطّم محلاتهم وسياراتهم وممتلكاتهم امام أعينهم ومن دون سبب، ذنبهم أنهم لم يقفوا متفرجين أمام استعراضات الأسلحة والـRPG التي ملأت الشاشات، كما ملأت مناطق محددة في لبنان…
أيّ نظام هذا الذي يحكمنا؟ وأي قضاء هذا الذي يحاكم المعتَدى عليه؟ لا بل أيّ ظلم هذا، يتفرّج على من يتبجّج بأنه قادر على شن حرب في الداخل خلال ساعات ويعلن أن لديه 100 ألف مقاتل، وقد رأينا بعضهم في 14 تشرين، يشنّون معركة لم نفهم سببها… وإذ به يوقف من حاول حماية منزله وأهله، من هؤلاء.
والأنكى، لماذا لم يتم توقيف من حملوا القذائف على أكتافهم جهارة وأطلقوها باتجاه شرفات المنازل؟ ووجوه هؤلاء وثّقتهم عشرات الفيديوهات التي انتشرت للـ”ميني حرب” التي شهدناها في عين الرمانة.
إننا نعيش اليوم في لبنان أبشع أشكال الظلم، التي لا تقتصر على الاقتصادية والسياسية منها، لكنها تتعداها لتشمل حقوق الأحرار في هذه البلاد… لكأنها كذبة صدقناها أن السوريين وودائعهم بالفعل “فلّوا”.