لبنان

هل شاهد عون والحريري هذه الفيديوهات؟

كتب داني حداد في موقع mtv:

يمتلكني غضبٌ كبيرٌ على بعض السياسيّين، خصوصاً من فشلوا حتى الآن في تشكيل حكومة تباشر عمليّة الإنقاذ بسبب إصرارهم على المشاركة بحصّة أكبر، ولو غلّفوا هذا الإصرار بحججٍ دستوريّة أو ميثاقيّة. جوع الناس وحال البلد المنهار أهمّ من الدستور والميثاق.

أتابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيّام، فيديوهات لأمّهات يستقبلن أولادهنّ العائدين والعائدات من الغربة للاحتفال بالعيد في لبنان. أشاهدهنّ يتلمّسن وجوههم. يعانقوهم، غير آبهات بكورونا. يبكين دموعاً تنعجن فيها الفرحة والحسرة.
مشاهد “تلوّي” القلب. نعرف القيمة نحن الذين لا ننام إن تأخر ولدنا في العودة الى البيت. نتابع هذه الفيديوهات ونسأل لماذا يضطرّ أولادنا الى الهجرة، ولماذا من لم يهاجر بعد منهم يبحث عن فرصة؟ لماذا تتكسّر أحلام الشباب على صخور الواقع الذي يواجهونه حين يتخرّجون من الجامعات بلا فرص عمل؟
ذنب هؤلاء، كما ذنب جميع اللبنانيّين، أنّ الطبقة السياسيّة التي حكمتهم بالأمس وتحكمهم اليوم فاسدة وفاشلة. سياسيّون يبحثون عن تعزيز مواقع وتفعيل أدوار وتحقيق مكاسب وتأمين صفقات، وما من أحدٍ منهم يهتمّ لأحوال البلد.

أنظروا طرقاتنا المليئة بالحفر، بينما اهتمّ وزراء الأشغال بالصفقات مع المتعهدين. وانظروا التقنين الكهربائي والفاتورتين اللتين يدفعهما المواطن، بينما وزراء الطاقة المتعاقبين فشلوا فشلاً ذريعاً. وانظروا واقع قطاع الاتصالات وما يشهده من فساد شارك في بعضه وزراء ومدراء.
ما من إدارة أو مؤسسة إلا وتعاني من حالة فساد، ومع ذلك لا محاسبة ولا ملاحقة لأنّ “التلم الأعوج من الثور الكبير”.
مع هذا الواقع كلّه، ومع الجوع الذي أصاب كثيرين ودفع بعائلات الى الهجرة أو البطالة، ومع الانهيار العام في معظم القطاعات، لا يجد رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف حاجةً الى عقد اجتماعٍ مفتوح الى حين التوصّل الى حلّ. لا يجد الرجلان حاجةً للتنازل، للإنقاذ، للانسحاب من المحاصصة، ولو لمرّة.
وقبل أن يسارع بعض المدافعين “عالعمياني” الى القول إنّ عون وحده أو الحريري وحده هو المسؤول، أقول إنّ على غير المتورّط بينهما بالتعطيل أن يصارح الشعب اللبناني ويكشف أمام الرأي العام عمّا يحصل في لقاءاتهما غير المجدية، وإلا فهو شريكٌ في العرقلة.

شاهدا فيديوهات الأمّهات الباكيات. اشفقا عليهنّ وعلينا وعلى هذا الشعب “المعتّر”…

mtv

مقالات ذات صلة