لبنان

اللبنانيون إلى الوراء در: وداعا للرفاهية… والعطور!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

الكابوس اللبناني طوى بسوداويته على يوميات اللبنانيين وعاداتهم. يحاولون التأقلم مع الواقع الجديد مع الكثير من التذمّر والغضب… فعدا عن حجب اموالهم عنهم، وتذكيرهم يوميا بأنهم إلى جهنّم ذاهبون… ها هم يبدّلون اولوياتهم وعاداتهم تماشيا مع سعر صرف الدولار وجنون الاسعار المتروك لجشع أصحاب المتاجر.

تجد اللبنانيين محتارين مترددين في السوبرماركات، يحسبونها جيدا، ليختاروا ما هو ضروري، وما يمكن الاستغناء عنه في ظل الغلاء الفاحش.
يروي سامر، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أنه تخلى عن الكثير من عاداته الغذائية بفعل غلاء الاسعار، مثل بعض المواد المستوردة التي كان يستهلكها في حميته الغذائية، ويقول مازحا “باتت الاسعار المرتفعة والوضع في البلد كفيلان وحدهما بحرق الاعصاب والدهون معا”. ويضيف: “في الآونة الأخيرة ما عدت أصطحب معي ولديّ إلى السوبرماركت، لأن طلباتهما لا تنتهي، وتلبيتها حاليا أشبه بالكارثة”.

داليا، وبعد حيرة طويلة، حسمت قرارها، فقررت الاستغناء عن مواد التجميل والعطور التي كانت تستعملها لتستبدلها بأخرى أبخس ثمنا. “مع فرق الدولار باتت مستحضرات التجميل التي كنت أستعملها تساوي راتبي كاملا”، تقول داليا لموقعنا، وتضيف “عطري الذي أضعه منذ سنوات بات يساوي 800 ألف ليرة، وبالتالي بات مستحيلا شراؤه لذلك لجأت في الآونة الأخيرة إلى العطور المعبأة”.
مثل داليا، كثيرون، اضطروا في الآونة الأخيرة إلى تغيير عاداتهم واستبدال مواد بأخرى، بعدما باتت الاسعار خيالية، في ظل وضع اقتصادي مهترٍ. فالكماليات في حياتنا استغنى عنها الكثيرون، حتى الثياب والاحذية القديمة التي كانت ترمى مع نهاية كل فصل أو ترسل إلى جمعيات خيرية، بات التخلي عنها صعبا، وعادت لتحتل خزائننا بعدما أصبح شراء الجديد مكلفاً.

هكذا تغيّرت حياتنا، وتغيّرت معها اولوياتنا، فباتت اعادة برمجتها ضرورية، لأن الاسعار نار، والآتي أعظم.

mtv

مقالات ذات صلة