لبنان

العريضي: المرحلة لا تحتمل التذاكي والتحقيق المالي مطلوب في كل القطاعات

نظمت مفوضية الثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي، عبر “zoom”، لقاء مع الوزير السابق غازي العريضي في “قراءة سياسية شاملة للوضع الداخلي وتشابكاته الاقليمية والدولية”، شارك فيه حزبيون من المناطق كافة.

استهل اللقاء بكلمة لمفوض الثقافة فوزي ابو ذياب الذي أشار إلى أن “هذه اللقاءات التي انطلقت من وكالة داخلية إقليم الخروب في الحزب منذ شهر ونصف الشهر، تهدف إلى التعريف بفكر الحزب والواقع السياسي”، معلنا أن “اللقاءات المقبلة ستخصص لمناسبة 6 كانون وستكون مع رواد من الحزب عايشوا المعلم الشهيد كمال جنبلاط”.

من جهته اعتبر العريضي، أن “المرحلة تتطلب أن نتطلع إلى لبنان من المحيط وأن نقرأ ما يجري في المحيط من لبنان، وأن ما يجري في المرحلة الحالية هو استكمال لما جرى في العقود الاخيرة، وأن ما نعيشه اليوم هو نهاية الفصل الأخير من حرب 1975، وان لهذه الخلاصة أسبابها ومبرراتها من جهة وأيضا لها علاقة بجهود الحزب وتاريخه ومواقفه”.

وأشار إلى أن “هدف حرب 1975 كان تمرير ما بدأ بعد حرب 1973، لتغطية المفاوضات التي انطلقت بعدها ووصلت في مراحلها الاولى الى محطة “كمب ديفيد” لتصفية القضية الفلسطينية وتكريس وجود دولة الارهاب إسرائيل في المنطقة”، لافتا الى أن “الحزب التقدمي الاشتراكي كان له الدور الأساسي في مقاومة هذا المشروع، وقدم تضحيات كبيرة مع الأحزاب في الحركة الوطنية، ثم لاحقا أحزاب أخرى كان لها دور أساسي في مواجهة إسرائيل. وللأسف نجحت اسرائيل لاحقا باعتبار أن إيران هي العدو الأساسي، وانها هي كما يقول بعض العرب، ضرورة وعنصر سلام، وحصل الانقلاب على المبادرة العربية التي أقرت في بيروت عام 2002 والتي تحدثت عن علاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل بعد تنفيذ القرارات الدولية وبالتحديد العودة إلى حدود 1967”.

ولفت الى أن “إسرائيل اليوم استطاعت أن تحدث انقلابا على المبادرة العربية بشراكة عربية، وهي تذهب إلى علاقات طبيعية مع الدول العربية دون أن تحل القضية الفلسطينية، بل تفعل ذلك بعد ضم الجولان والقدس ورفض الخروج من المستوطنات والاصرار على تكريس وتوسيع الاستيطان، والتمسك بغور الاردن، واعتبار القدس عاصمة أبدية لدولة يهودية لا يكون فيها للعرب أي حق، ما يجعلنا أمام خطر حقيقي على الوجود الفلسطيني داخل دولة الاحتلال. كل ذلك يجري بتأييد مفضوح وتغطية كاملة من إدارة الجنون التي تحكم البيت الابيض حتى الآن وما زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو منذ أيام الى الجولان ومستوطنات في الضفة إلا تأكيد على سياسة الدعم الاميركي للارهاب الاسرائيلي”، مؤكدا ان “القضية الفلسطينية كانت ولا تزال وستبقى قضيتنا، والرهان في مواجهة هذا المشروع هو على وحدة الشعب الفلسطيني، من هنا كانت دعوة حزب شهيد العروبة والديموقراطية وفلسطين كمال جنبلاط إلى الوحدة الفلسطينية والحد الأدنى من التماسك الفلسطيني على قاعدة برنامج واضح”.

واعتبر أن “ثمة ثلاث قوى تلعب دورا أساسيا في المنطقة هي إيران وتركيا وإسرائيل والاخيرة هي الثابت الأساس فى المنطقة في الحسابات الدولية”.

وفي ما يخص لبنان، اعتبر أن “في ظل ما نشهده من صراع بين أميركا وإيران من خلال الاستهداف الدائم والشروط على لبنان تحت عنوان لا نميز بين لبنان وحزب الله، لا نرى أي موقف من المجتمع الدولي حيال الممارسات الإسرائيلية التي تستبيح لبنان أرضا وبحرا وجوا، ولا أحد يلزم اسرائيل بتطبيق القرارات الدولية ووقف استباحة لبنان”.

وفند العريضي المخاطر التي تستهدف لبنان ودوره على كافة المستويات من مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري والقطاع المصرفي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي والتربوي والاستشفائي معتبرا أن “الموضوع الأساسي كان ولا يزال موضوع النفط في المنطقة”.

وأشار إلى أن “الفوضى التي نعيشها في لبنان بسبب تنامي الحالة الطائفية والمذهبية والتحكم بمفاصل القرار السياسي من قبل الفريق الذي يحكم بعد اتفاق المصالح والذي أنجز وأوصل العماد عون إلى رئاسة الجمهورية أوصل البلد الى ما نحن عليه”.

ووصف ما تعرض له الحزب التقدمي الاشتراكي ب”أشرس أنواع الحروب التي استهدفت رئيسه ودوره وموقعه لأنه كان ولا يزال يرفض، من قانون الانتخابات، إلى الحكومات، إلى حملة نبش القبور لضرب الوحدة الوطنية، فضلا عن الافتراءات والاتهامات، لكن الحزب تصرف بعقلانية والتزام وطني وبتقدير سياسي عالي وبإدارة سياسية استثنائية في مواجهة هذه الاستهدافات”، شاجبا استهداف الحياة الحزبية في لبنان.

وحول تشكيل الحكومة، اعتبر العريضي أننا “نواجه مأزقا حقيقيا، لأننا دخلنا في دائرة ارتدادات وانعكاسات الانتخابات الاميركية، وأصبحنا في دائرة الصراع الاميركي – الايراني على الأرض اللبنانية”، مشيرا إلى أن “المرحلة لا تحتمل التذاكي والتشاطر لأنه من الواضح أن عملية تشكيل الحكومة متعثرة، ما يرتب على البلد أعباء كبيرة”.

ونوه بالموقف الشجاع للحزب التقدمي في ما يتعلق بموضوع رفع الدعم، داعيا القوى السياسية والمعنيين إلى “التقاط اي فرصة لإنتاج حكومة في أسرع وقت ممكن لمعالجة ومواجهة التحديات”.

وكان حوار بين العريضي والمشاركين، فقال حول مصير لبنان: “مصير لبنان مهدد وعندما ندخل لعبة الامم، لا أحد جمعية خيرية، ولبنان يستخدم مجددا كساحة، وليس في لعبة الامم أي حساب لمصلحة لبنان ومستقبله، من هنا ضرورة الخروج من المأزق بتشكيل الحكومة وتمرير التشكيلة الحكومية ولو بالحد الأدنى يكون الجميع متفاهمين عليها”.

وعن الموقف العربي من لبنان، قال: “إن كل الحروب التي تجري في المنطقة تجري على أراض عربية ولها امتداداتها وارتباطاتها بالحسابات الدولية والاقليمية، وأن مصير كل العالم العربي يقرر والعرب خارج الطاولة وخارج دائرة التأثير، ولبنان تأثر بهذا الأمر وهو متروك، وغير العرب حاضرون بقوة في لبنان”، مضيفا “إذا توحدنا كلبنانيين بالكاد نستطيع مواجهة تأثيرات ما حصل في البلد لذلك لا بد من تركيبة حكومية بالحد الأدنى من التفاهم”.

وردا على سؤال حول دور الجامعة العربية حيال ما يجري، قال: “سنصل إلى مرحلة نكون فيها أمام نظام إقليمي جديد لن تكون فيه الجامعة العربية ولا مؤسساتها”.

وحول ما يثار حول الفيدرالية في لبنان، دعا العريضي إلى “إعادة النظر بهذا التفكير لأنه من الوهم اعتبار الفيدرالية هي الحل المستقبلي، وثمة فرق كبير بين الفيدرالية واللامركزية الإدارية الموسعة والتي هي المطلب التاريخي للحزب التقدمي الاشتراكي وأقرت في اتفاق الطائف”.

وحول ترسيم الحدود، لفت الى أن “ما جرى في الفترة الأخيرة هو حالة مزايدات، وأن الاتفاق على ترسيم الحدود لا يعني التطبيع ولن يكون إتفاق سياسي مع اسرائيل بل إتفاق على حدود وعندما يحصل الاتفاق تقدم الوثائق إلى الأمم المتحدة وهذا ما يعيدنا إلى مندرجات طاولة الحوار التي عقدت عام 2006 في المجلس النيابي ولاسيما البند المتعلق بمزارع شبعا”.

وعن دور الحزب الاشتراكي في تثبيت الناس في أرضهم، أكد العريضي أن “الرئيس وليد جنبلاط، وفي الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا كان السباق فيما قدمه من مساعدات على مستوى المناطق وعلى المستوى الوطني العام للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية للتصدي للوضع الحالي المعاش، ولا زال يساهم بالامكانات الذاتية للحزب ومن خلاله لمواجهة هذا الوضع، فضلا عن المساعدات الغذائية والاجتماعية علما أن الحزب وعلى مدى عقود قدم وقام بواجب كبير، ولا يزال، ولكن لوحده لا يستطيع مواجهة هذه الأزمة”.

وفي ما يتعلق بالتحقيق الجنائي رفض العريضي الاتهامات الموجهة الى الحزب لإسقاط هذا التحقيق، مؤكدا أن “التحقيق مطلوب في القطاع المصرفي والكهرباء والجمارك والاتصالات وكل مؤسسات الدولة من خلال قضاء مستقل تقر استقلاليته في قوانين كان للحزب دور في تقديم مشاريع وأفكار في هذا المجال في مجلس النواب لكن القيمين على الأمور يخطفون التشكيلات القضائية، يستغلون القضاء ويريدون أخذ التحقيق الجنائي في اتجاه تحقيق مآرب سياسية وممارسة سياسة الكيدية والانتقام السياسي وليس لتحقيق إنجاز مالي للبنان وإنقاذه والدخول في اتفاق مع المؤسسات الدولية، مع الإشارة الى ان بعض من في الحكومة أكد حصول أخطاء في العقد الموقع مع الشركات التي كلفت لإنجاز التحقيق الجنائي بما يتعارض مع قانون النقد والتسليف وهذه شهادة من أهل بيت الفوضى وسوء الإدارة والعبثية”.

وتحدث في الختام وكيل داخلية إقليم الخروب الدكتور بلال قاسم فشكر للعريضي تفاعله مع المشاركين، لافتا إلى أن “هذه اللقاءات مع مفوضية الثقافة تهدف إلى وضع الرفاق في الأجواء السياسية والثقافية، وتعزيز التواصل في ما بينهم بعد الابتعاد القسري بفعل جائحة كورونا”.

mtv

مقالات ذات صلة