الوداع الأخير للطبيب أحمد أبو حرفوش.. بكاء في مستشفى حكومي!
ودع أعضاء مجلس إدارة مستشفى سبلين الحكومي والفريق الطبي والتمريضي والموظفون والعاملون في المستشفى، رئيس مجلس الإدارة الحالي والمدير العام السابق للمستشفى الدكتور أحمد أبو حرفوش، في مشواره الأخير للمستشفى، حيث وافته المنية أمس، بعد نقله اليها إثر أزمة قلبية حادة.
وكان بدأ الأطباء والموظفون والعاملون في المستشفى بالتوافد الى المستشفى باكرا للمشاركة في الوداع الأخير لأبو حرفوش، حيث كان التجمع في باحة مدخل المستشفى، التي رفعت فيها صورتان كبيرتان للراحل إحداها يرفع يده محييا، وكتب عليها “الله معك، ووداعا طبيب الإنسانية”.
وحضر نجل الراحل المهندس قاسم مباشرة من مطار بيروت آتيا من جمهورية مصر العربية، وحيا الجموع التي كانت محتشدة، وتوجه مباشرة الى داخل المستشفى وألقى النظرة الأخيرة على والده. وشارك في الوداع كل من الوزير والنائب السابق علاء الدين ترو، مدير المستشفى الدكتور ربيع سيف الدين، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب الدكتور بلال قاسم ممثلا رئيس الحزب وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، والوكيل السابق الدكتور سليم السيد، رئيس بلدية مزبود السابق محمد حبنجر وعائلة الراحل واصدقاء.
وبعد النظرة الأخيرة، حمل جثمان الراحل، وتم ادخاله الى المكتب الذي كان يعمل فيه وحيث أمضى سنوات طويلة من عمره، ثم شق النعش طريقه بين حشود الأطباء والممرضين والإداريين، الذين أجهشوا بالبكاء، وراحوا يصفقون بحضوره، والبعض الآخر كان يقول “مات ابونا وخينا وصديقنا”. ثم وضع الجثمان في مدخل المستشفى، حيث كانت كلمة الدكتور قاسم فقال: “فقدنا اليوم طبيب الانسانية، رجل الإنماء والإعمار. كنت فخرا لعائلتك ولبلدتك مزبود والإقليم وللجبل. واكبت رئيس الحزب وليد جنبلاط منذ تخرجك، بدءا من مفوضية الصحة في الحزب التقدمي الاشتراكي مرورا بالمستوصفات الصحية، وصولا إلى مستشفى سبلين الحكومي الذي نعتز به. هذه الأرض التي وهبها رئيس الحزب وليد جنبلاط في الثمانينات وجاء الإجتياح، وبعدها وضع حجر الأساس معك، وبدأت عملية الإعمار في التسعينيات، وجاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ايضا ووضع حجر الأساس مع جنبلاط لاستكمال البناء. هكذا بدأت، بإعمار هذه المؤسسة، كلنا فخورون بك ولن ننساك، كل الأطباء والطاقم الطبي والطاقم الإدارى والممرضين والممرضات وكل عامل في هذه المستشفى فخور بك” .
أضاف: “أعطيت من جهدك ومن ضميرك ومن صحتك إلى آخر لحظة. وكم كان الرئيس وليد جنبلاط كل يوم يسأل عنك وعن نجاحاتك وعن كل ما قدمته لهذه المستشفى.. نعدك إننا على عهدك سائرون وسنبقى حافظين لهذه الأمانة التي نجحت بها واعطيت كل وقتك لها”.
القزي
ثم ألقى عضو مجلس إدارة المستشفى المحامي بيار القزي كلمة أعرب فيها عن حزنه الشديد في الوقوف اليوم امام نعش الراحل، وقال: “كنت أفضل ان اقف هنا في هذه الدار التي ساهم في تأسيسها وإنطلاقتها الدكتور أحمد أبو حرفوش، لنحتفل معه بتكريمه على الإنجازات التي حققها. انه رجل المهمات الصعبة، انه الصديق والأخ الوفي، الرجل المتواضع والمحب والخدوم بصمت وهدوء المباركين الأنقياء، براحة الضمير”.
وتابع: “لقد رحل المتسلل بأناقته وشفافيته الى قلوب اصدقائه ومحبيه، وهم لا يحصون. رحل بصمت الرجل الغالي تاركا عائلة صغيرة زوجته وابنه وابنتيه، وعائلته الكبيرة انجازاته في المستشفى ومعمل سبلين وغيرها. رحل تاركا معهم قلبه وحنانه”.
وقال: “غادرتنا في عمر مازال ينبض بالحياة والعطاء. إننا اليوم في حرقة وغصة نحن والزملاء في مجلس الادارة لغياب اخينا ورئيسنا الغالي الذي انسلخ عنا سلخا، موجها التعزية باسم مجلس الإدارة لعائلة الراحل”.
سيف الدين
من جهته، ألقى المدير العام للمستشفى الدكتور ربيع سيف الدين كلمة، فقال: “رمز وعلم طواه الموت، أحوج ما نكون بحاجة إليه. الدكتور أحمد أبو حرفوش في ذمة الله.
نعم إن كان الموت حق، فالكل على نفس الدرب، ويبقى الفراق هو الأصعب، بخاصة واننا نقف اليوم مفجوعين على فقدان رجل المروءة والشهامة والوفاء، هكذا عرفناه وعهدناه.. طبيبا وحكيما، طبيبا بمساره وحكيما بمسيرته.
ينام الآن ولأول مرة ملء جفونه بعدما قسم الليالي الطوال ساهرا في ساحات الحرب وأيام السلم”.
وتابع: “إنه الأب والصديق والرفيق، عاش مفاخرا على خطى المعلم الشهيد كمال جنبلاط، مجبولا بعناصر الفضل والإحسان والعطاء، مناضلا شريفا، صاحب مناقبية عالية وخلق رفيع، لا فرق عنده بين عدو وصديق، فلا يحمل أثرا لحقد ولا دليلا على ضغينة، نعم أنه الدكتور أحمد أبو حرفوش. القلم عاجز والكلمات تبكيك، لأن فقدانك أدمى قلوبنا، فالموت يا والدي ورفيقي وصديقي لا كلام فيه، لكن التعزية سنة بين الناس”.
وختم: “رحمة الله عليك أيها الراحل الكبير، وإلى جنات الخلد مستقرك ومثواك. الجسد فان، والروح باقية والعزاء واحد”.
السيد
وفي الختام، ألقى منير السيد كلمة باسم عائلة الراحل، شكر فيها الجميع في مستشفى سبلين من اطباء وممرضين وموظفين وعاملين على “هذه اللفتة الكريمة”، متمنيا ان لا يصيبهم اي مكروه.
التشييع
بعدها، نقلت سيارات إسعاف المستشفى الجثمان والأكاليل الى بلدته مزبود، بموكب حاشد، ولدى وصوله الى ساحة البلدة أنزل النعش وحمل على الأكف وأقيمت الصلاة على الجنازة، بعدها وري الثرى.
شارك في التشييع بالإضافة الى الحضور في مستشفى سبلين، كل من المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي ميلار السيد، رئيسا بلدية مزبود حسين حبنجر وسبلين محمد يونس ومخاتير وشخصيات واصدقاء واهالي.
.lebanon24