جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونيّة:
اتجهت الأنظار أمس إلى تصريح الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، بسبب ما حمله من تغيّرات جوهرية في مقاربة فرنسا للاستحقاق الرئاسي بشكل عام، وما ألمح إليه لجهة احتمال توقّف دول اللقاء الخماسي في الدوحة عن دعم لبنان مالياً.
بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، من الواضح أن لودريان ومن خلفه باريس اقتنعا بفشل المبادرة الفرنسية الأساسية القاضية بإيصال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وأقر الطرف الفرنسي بأن الحل حتماً سيكون التوجّه نحو خيار ثالث، انطلاقاً من قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”.
أما وبالنسبة للدعم المالي، أشار لودريان إلى أن الدول الخمس تتساءل عن جدوى مواصلة دعمها المالي للبنان، انطلاقاً من أن أغلب القادة اللبنانيين والمتحكمين بقرار انتخابات رئاسة الجمهورية يُمعنون برفض كافة الحلول لتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وعلى قاعدة “إذا هني مش مهتمين، نحن بدنا نهتم وندفع؟”
بدت الأجواء الدولية سلبية تجاه لبنان في حال كان ثمّة تفكير جدّي بوقف الدعم للبنان، وما من بصيص أمل سوى بالحراك القطري الذي بدأ يتسارع شيئاً فشيئا مع جولة الموفد القطري على بعض القيادات اللبنانية، إذ التقى الرئيس وليد جنبلاط أمس، بانتظار ما ستفرزه جولاته.
الباحث السياسي أمين البشير يلفت في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن قطر تُحاول تدوير الزوايا، ووفق المصادر، فإن لا أسماء في جعبتها، بعكس ما يُروّج له سياسيون وإعلاميون لبنانيون بأن الدوحة تدعم قائد الجيش جوزيف عون، والحقيقة تكمن في أن الوفد القطري يجول على القيادات ولا يطرح أي اسم، بل يستطلع الأراء والمواصفات.
لكن البشير يعتبر أن ما يحصل عبارة عن “تضييع وقت”، فقطر تتحرّك بغطاء أميركي – سعودي، لكنها ليست المقرّر، وجُل ما يُمكنها فعله تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، إلى أن يحين موعد التسوية الأميركية الإيرانية، وفي هذا الإطار فإن واشنطن تنتظر إنجاز انتخاباتها الرئاسية بعد عام، وطهران تنتظر واشنطن.
وعن المبادرة الفرنسية، يرى البشير أنها سقطت، وبالتالي سقطت سلسلة كاملة من الطروحات المُشابهة، وتصريح لودريان الأمس كان بمثابة حفظ ماء الوجه وتخريجة نهائية لمبادرته، وهو أساساً انطلق من الطرح القطري، أي الخيار الثالث.
إذاً، خطر كبير مُقبل على لبنان في حال توجّه المجتمع الدولي، وبشكل خاص دول لقاء الدوحة، إلى وقف الدعم، لأن المؤسسات ستكون معرّضة للانهيار، وبطليعتها الجيش، وسيُفتح ذلك الباب على سيناريوهات أخرى أكثر خطورة قادرة على تغيير وجه لبنان الحالي، فحذار المغامرات الدموية.