الدولار يُسقط الإضراب على أبواب المدارس الخاصّة
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
لم يلتزم أساتذة التعليم الخاص في النبطية بالإضراب الذي دعت إليه نقابة المعلمين. مارسوا عملهم كالمعتاد. دخلوا الصفوف وشرحوا الدروس. وأكد عدد منهم أنّ حال أستاذ التعليم الخاص أفضل من معلم الرسمي، يتقاضى بدل نقل، وحوافز بالدولار تصل إلى 300 دولار، إضافة إلى راتبه الأساسي بالليرة اللبنانية. هذه الحوافز ضربت الإضراب بعرض الحائط. فرط عقد النقابات في لبنان، كما في التعليم الرسمي، كذلك الحال في التعليم الخاص، حيث بدا الأستاذ في واد والنقابة في واد آخر.
ممّا لا شكّ فيه أنّ المدارس الخاصة مأزومة ككلّ القطاعات، غير أنّها زادت 50 دولاراً على الأقساط قبل أقل من شهر، تحت مسمى «دعم الأساتذة». هذه الزيادة أطاحت بالإضراب. ولفتت مصادر متابعة إلى أنّ «المدارس الخاصة تتّجه نحو اعتماد الأقساط بالـ»فريش دولار» العام المقبل، والأهم أنها ستعود لتسعيرة ما قبل الأزمة، أي كلفة السنة الدراسية تبدأ من ألفي دولار وصعوداً. وهو ما تجده إدارات المدارس حلّاً وحيداً لمواجهة تداعيات الأزمة. هذا الإجراء لن يرضي غالبية الأهالي، ولكنه قد يتواءم مع آخرين. إلى ذلك، عزمت المدارس على تنفيذ خطتها الدراسية للسنة المقبلة، وأبلغت أولياء الطلاب بالأمر، مع عبارة «ببالغ الأسى». إذاً حُسم الأمر. التعليم الخاص بالدولار، وتأتي خطوة المدارس للحفاظ على الأساتذة من التسرّب، وفق المصادر. هناك عدد كبير من المعلّمين إمّا هاجروا أو يقومون بالتعليم online ويحققون أرباحاً شهريّة تصل إلى ألف دولار تقريباً، وهو ما تتجنّبه المدارس كي لا تخسر أساتذتها وخصوصاً الكفوئين منهم، وتضطر إلى الإعتماد على المتخرجين الجدد، ما ينعكس حكماً على المستوى التعليمي لتلك المدارس.
تستقطب المدارس الخاصة في النبطية آلاف الطلاب. في «الإنجلية الوطنية» التابعة للسينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان، يمارس الطلاب هوايتهم في كرة السلّة في ملعبها الداخلي، تمتاز المدرسة بتطويرها الطاقات الإبداعية لطلابها. في حين ينشغل الأساتذة في شرح دروسهم للتلامذة داخل الصفوف، غالبيتها عبر تقنية الـ active board.
في هذه المدرسة كما باقي المدارس الخاصة، مرّ اليوم التعليمي بشكل طبيعي، لم يسده أي اضطرابات بسبب الإضراب. يؤكد الأستاذ شادي الشامي أنّ «الأساتذة يحظون بدعم مباشر من قبل السينودس وأيضاً من قبل إدارة المدرسة، فهم يتلقّون مساعدات بـ»الفريش دولار»، إضافة إلى بدل نقل يحتسب بالدولار أيضاً».
لا يخفي الشامي أنّ «وضع الأساتذة مش مرتاح بالشكل المطلوب»، ولكنّه أفضل الممكن في هذه المرحلة، لافتاً إلى «أننا كأساتذة لم نلتزم بالإضراب لسبب بسيط هو أننا نحظى بالحقوق التي نستحقها وإن كانت أقل مما نحتاجه».
وفيما تتّجه المدارس الرسمية نحو التدهور الحتمي، تحاول المدارس الخاصة الحفاظ على حضورها. ترى أنّ الإضرابات تشكّل ضربة لهيبة المدرسة الخاصة. بناء عليه، تحاول إداراتها أن تُلبّي احتياجات أساتذتها لتحافظ على قوّتها، لأنها تدرك أنها ستكون ملجأ الأهالي في العام المقبل.
إذاً مرّ قطوع الإضراب على سلامة، ويشير عدم الإلتزام إلى أنّ الأساتذة «يعدون للعشرة» وإن كانوا يريدون تحصيل المزيد من المكاسب ويؤكّد حقيقة واحدة وهي أنّ هيبة النقابات قد سقطت وفقدت تأثيرها، ما يطرح السؤال كيف ستتعامل مع الأزمات المقبلة وهل ستحظى بتجاوب المواطنين والمنتمين إليها؟