“ثروة كبيرة”.. حفلٌ في السّراي غداً يُطلق ورشة “التنقيب عن الغاز”
يشهدُ السّراي الحكومي غداً برعايةِ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حفـل توقيع الملحقين التعديليين لإتفاقيّتي الإستكشاف والانتاج في الرقعتين النفطيتين 4 و9 لمناسبة دخول شركة قطر للطاقة كشريكة مع “توتال إنيرجيز” الفرنسية و “إيني” الإيطاليّة.ومن المُقرّر بعد الإحتفال أن يعقد وزيرا الطاقة اللبناني والقطري وليد فياض وسعد الكعبي وكبار المسؤولين في شركتي “توتال” الفرنسيّة و “إيني” الإيطالية، مؤتمراً صحفياً في قاعة الإستقبال في السراي الكبير.
عملياً، فإنّ الحفل الذي سيُعقد غداً يعتبر تتويجاً لإتفاقية ترسيم الحدود البحريّة التي أنجزت في شهر تشرين الأول الماضي بين لبنان وإسرائيل، كما أنه يُعدّ خطوة جدية نحو الأمام على صعيد التنقيب عن النفط والغاز وتحديداً ضمن البلوكين 4 و 9. وعملياً، فإنّ الشركة القطرية حصلت على حصة شركة “نوفاتيك” الروسية التي كانت مقدّرة بـ20%، علماً أن تلك الحصة انتقلت إلى لبنان تلقائياً بعدما غادرت الشركة الأخيرة التحالف النفطي. كذلك، فقد حازت “قطر للطاقة” على حصة 5% من شركتي “توتال” و “إيني”، لتصبح حصتهما نحو 35%.
ثروة كبرى.. ومرحلة جديدة للإستثمارات
والأساس في العمليّة المرتقبة هو البلوك رقم “9” الذي يضمّ حقل “قانا” المعروف لدى غالبية اللبنانيين، باعتبار أنّه كان نقطة أساسية ضمن التفاوض في ملف ترسيم الحدود. وإضافة إلى ذلك الحقل، فإنّ البلوك رقم “9” يضمّ حقولاً أخرى، وتقدّر الأرقام والمعطيات أنه يضم نحو 44 مليار قدم مكعب من الغاز، ما يعني أن الكمية كبيرة جداً والثروة هائلة، بحسب الخبراء.
ومن الممكن أن يساهم اندماج الشركات المذكورة في عملية التنقيب عن النفط والغاز، في دفعِ لبنان نحو مرحلةٍ جديدة على صعيد الإستثمارات في قطاع الطاقة، وبالتالي قد يكونَ إطلاق العمل ضمن الحقول النفطية مقدمّة نحو استعادة لبنان بعض التصنيفات الإيجابية على الصعيدين الاقتصادي والمالي.
وحكماً، فإن دخول الإستثمارات النفطية إلى لبنان سيرتبطُ بخطواتٍ سترفدُ الدولة بإيراداتٍ كبيرة، ما يعني سلوك لبنان على درب الإنتعاش وبالتالي الدخول فعلياً في نادي الدول النفطيّة. أما الأمر الأهم، فهو أن التنقيب عن الغاز في الحقول النفطيّة سيُسرّع من العمليّات المرتبطة بتأهيل قطاع الكهرباء في لبنان وجعله يعتمد على الغاز خلال المرحلة المقبلة.
وتتزامنُ هذه المشهديّة القائمة مع إصرار من شركة “توتال” على الإسراع في أعمال التنقيب والإستخراج، وهو أمرٌ ارتبطَ بتوقعات تشير إلى أن أعمال الحفر قد تنطلق أواخر العام 2023، على أن يتم انتهاء منها قبل بداية الـ2024. إلا أنه في المقابل، وبحسب التقارير والمعلومات المتقاطعة، فإنّ لبنان يأمل أن تتم أعمال التنقيب قبل المدة المذكورة، في حين أن هناك إصراراً على مُبادرة الشركات لضمان وجود كل أدوات العمل في لبنان، والتي تشمل مكاتب خاصة والمعدات اللوجستية وغيرها من الأمور التي تضمن حُسن سير الاستثمارات بشكلٍ فعلي.
ووفقاً للإتفاقيات المعقودة، فإنّ الأرباح التي سيجنيها لبنان ستكون مرتبطة أولاً بانتهاء الإستكشاف والحفر في الآبار المحددة. وفي حال وجود غاز، فإن الشركة المشغلة ستقوم باقتطاع تكاليفها أولاً من الإيرادات مباشرة، لتتقاسم الأرباح مع لبنان وفق نسب محددة، ومن الممكن أن تصل الحصة الخاصة بلبنان إلى 63%.
المصدر: “لبنان 24”