هل تنجح محاولة انتخاب فرنجيّة؟
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
يعلم “حزب الله” جيّداً بأنّهُ ليس بمقدوره خوض معركة شبيهة بمعركة إيصال ميشال عون إلى سدّة رئاسة الجمهورية، فهامش المناورة أضيق بكثير ممّا كان عليه سابقا ولنّ يؤدي الى ايّة نتيجة، كما انّ المشكلة اليوم ليست مع اسم الوزير السابق سليمان فرنجيّة، حتّى لو كان مطروحاً من “الملائكة والانبياء”، للوصول إلى بعبدا، المشكلة هي في “package” ككلّ، بما يشبه السلّة التي طرحها الرئيس نبيه برّي في العام 2016، وربما تكون موسعة أكثر.
لذلك، مهما حاول الثنائي الشيعي “نفخ زند” الزعيم الزغرتاوي، اذ يقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سدّاً منيعاً كونه ما زال صامداً ومتماسكاً بعدم دعمه وتأمين عامل فوزه، فقطع لهُ الطريق من امام عتبة بكركي بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، كما انّ جميع الافرقاء السياسيين المؤثرين، كحزب القوات اللبنانية والكتائب فضلا عن نواب مسيحيين ومستقلين، لا يؤيدون فرنجية، نظراً الى الاختلافات السياسية الكبيرة… ما يعرقل ايّ توافق او حلحلة داخليّة لتتلاقى مع تسوية خارجية للوصول الى الهدف المنشود.
الى ذلك، يعتبر المتحمسون لانتخاب فرنجيّة، انّهُ من ابرز شخصيات قوى الثامن من أذار، ويسعون الى تأمين الـ 65 صوتاً له متجاوزين الميثاقية المسيحية ما من شأنه فتح أبواب القصر الجمهوري أمامهُ.
الّا انّ السؤال هل يمكن تحقيق ذلك، من خلال مجلس مُبعثر؟ وبالتالي يبدو انّ المعركة الحقيقية هي تلك التي ستدور حول النصاب لا الأصوات.
وبحسب مصادر قريبة من ميرنا الشالوحي، انّ “الوصول الى تفاهم بين فرنجيّة وبين رئيس “الوطني الحر” على المدى القريب او البعيد صعباً جداً لا بل مستحيل، ولنّ يكون “التيّار” الطرف الذي سيؤمن النصاب المطلوب لـ”سليمان بيك”.
ابعد من ذلك، يحاول “زعيم المردة” تسويق نفسه على انّهُ ليس مرشح الحزب، ويريد أنّ يكون مُرشحاً توافقياً، لكن في المقابل ثمة من يعتبر انّ فرنجيّة لنّ يتخلى عن ثوابته لا سيما لجهة ارتباطه اللصيق بمحور الممانعة، وعلاقته الحميمة بالنظام السوري.
لكن وفق العارفين تبقى هذه المحاولة تفتقر الى الفاعلية، واعجز من انّ تخوله رئيساً على كرسي الجمهوريّة.