لبنان بين إمكانات العيش الرّغيد والفقر المدقع!
كتبت فالنتينا سمعان في “أخبار اليوم”:
احتلّ لبنان المركز الثّاني بعد كندا في إحصاء لـworldremit تحت عنوان: “cost of Christmas around the world in 2022″، احتُسب فيه متوسّط تكاليف عيد الميلاد المتعلّقة بالزّينة والدّيكور إضافة إلى متوسّط تكلفة عشاء العيد، وكذلك متوسّط تكلفة الهدايا، وتبيّن من خلاله أنّ الكلفة الإجماليّة للعائلة اللّبنانيّة الواحدة بلغت 2058$.
وانطلاقًا من هذا الإحصاء، وسلسلة تقارير أخرى اعتبرت لبنان الأغلى “اقتصاديًّا”، “معيشيًّا” و”سياحيًّا”… فمن المتوقّع ألّا يشهد القطاع السّياحي “نهضة” أثناء فترة الأعياد، إلّا أنّ الواقع يختلف تمامًا عن ذلك، فحفلات رأس السّنة “مفولة” والأمل بتنشيط الحركة السّياحيّة “وارد” حتّى الأوّل من كانون الثّاني.
في هذا السّياق، اعتبر رئيس اتّحاد النّقابات السّياحيّة في لبنان، نقيب الفنادق بيار الأشقر أنّ نشاط الحركة السّياحيّة موسميّ، ويتمثّل في شهرَيْ تموز وآب وقسم من أيلول والفترة الممتدّة بين عيدَيْ الميلاد ورأس السّنة وهي 10 أيّام.
وتابع في حديث إلى وكالة “أخبار اليوم”: السّائح في لبنان مميّز، متطلّباته مميّزة، والدليل على ذلك أنّه منذ سنوات، الأغلى دائمًا على صعيد الفنادق، المطاعم، السيارات… هو المطلوب بالدّرجة الأولى، ومن لديه مؤسّسات من الدّرجة الثّانية والثّالثة “شغلو مش ماشي”.
وتعليقًا على التّقارير التي تصنّف لبنان الأغلى، لفت الأشقر إلى أنّه “علينا أن نأخذ في الحسبان عدد المؤسّسات التي تقدّم “الأجود” دائمًا، والتي يتهافت عليها الزوّار والتي تبقى إلى حدّ ما “مفولة” وهي نسبة لا تتجاوز الـ 3 إلى 5% من المجموع العام، وهو ما ينطبق أيضًا على مجموع السوّاح الذين يقصدون لبنان نسبة إلى عدد اللّبنانيّين المقيمين وبالتّالي تكون النّسبة ضئيلة أيضًا… هؤلاء هم من يُذكرون في التّقارير ويُؤخذون كعيّنات”.
وعن الحركة السّياحيّة خلال أسبوع الأعياد، أشار الأشقر إلى أنّ نسبة السوّاح هي نفسها من 7 سنوات حتى اليوم، من جنسيّات مختلفة، ولكنّ العراقيّين، الأردنيّين والمصريّين هم النّسبة الأكبر، إضافة إلى اللّبنانيّين المغتربين الذين يستغلّون فترة الأعياد لزيارة أهلهم أكثر من كونهم “سوّاح”، مضيفًا: “نسبة التّشغيل في بيروت خلال 10 أيّام ستكون بين 65 و70%، أمّا خارجها فهناك مناطق ضعيفة جدًّا، وهناك المناطق الرائجة التي تجذب الزائرين إليها ونسبة التّشغيل فيها هي الأعلى ككفرذبيان، فقرا، فاريا، اللّقلوق…
وعن التّناقض الذي يعيشه اللّبناني، بين “النقّ” و”تكاليف السّهر الباهظة” و”تفويلة الحفلات”، قال الأشقر: “ليس تناقضًا، فهناك حوالي 450 ألف لبناني يعملون في الخليج، 200 ألف في أفريقيا و100 ألف يعيشون في أوروبا، ومداخيل هؤلاء كلّها بالعملة النّادرة وقسم كبير منهم يموّل لبنان، إضافة إلى اللّبنانيين المقيمين الذين يقبضون رواتبهم أو قسم منها بالدولار، إذًا هناك قسم من الشّعب لديه إمكانيّات و”عيّيش”، وهناك 50 إلى 60% يعيشون تحت خطّ الفقر أو من موظّفي القطاع العام الذين لم تتحسّن رواتبهم بعد، هؤلاء هم من يعنّون ويشكون”.
أضاف: “يقال “كلّ المطاعم مفولة”، نعم ولكن هذا الكلّ كم يستوعب؟ هناك نقطة أساسيّة لا ينتبه لها كثيرون وهي أنّ عدد الحفلات لم يعد كالسّابق، بل تراجع”.
وختم الأشقر شاكرًا من يصرف أمواله من السوّاح والميسورين، فهم يساهمون في إبقاء موظّفي المطاعم، المقاهي، الملاهي والفنادق في وظائفهم وبالتّالي في تحسين أوضاعهم الإقتصاديّة والمعيشيّة”.