كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
وأخيراً… تمّ الاتفاق على ترسيم الحدود البحريّة! وبعد أخذ وردّ وتصعيد ختمّ الملف بإشراف أميركي، وبرضى لبناني – إسرائيلي متبادل، فالطرفان أعلنا تحقيق مطالبهما.
للاتفاق إيجابيّات على عدّة أصعدة، ولبنان رسميًّا بات يعدّ من الدول النفطية. ولكن في السياسية، كيف يُقرأ؟ وماذا ينتظرنا؟
يُشير الصحافي والمحلّل السياسي جوني منيّر، عبر موقع mtv، إلى أنّه ورغم الأهميّة الاقتصادية لهذا الاتفاق ورغم المردود الذي سيظهر بعد فترة، إلا أنّ هناك أبعاداً أهم للاتفاق أيضاً ولها معانٍ كبيرة.
أوّلها، يقول منيّر “أنّ هناك طرفان كبيران وراعٍ للاتفاق. الطرفان يتمثلان بإسرائيل من جهة وحزب الله من جهة ثانية. فرغم تأكيده على أنّه خلف الدولة إلا أنّه كان المحاور الفعلي، وهو كان موجوداً من خلال علاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وبتواصله مع الرئيس ميشال عون. وراعي هذا الاتفاق هو الجانب الأميركي. ويُستنتج من ذلك أنّه حتى حين حاولت إسرائيل التنصّل من الاتفاق لأسباب داخلية انتخابية، دخل الأميركيون بشكل ضاغط وبقوّة لفرض السير بالاتفاق، وهذا ما يعطي انطباعاً بأنّ هناك قراراً دوليًّا وأميركيًّا كبيراً أنّ منطقة شرق البحر المتوسط لن تكون منطقة اضطرابات”.
أمّا الاستنتاج الثاني، فهو “أنّه لدى حزب الله، بما يمثّل لبنانيًّا وبما يمثّل اقليميًّا، “قبول” بأنّ لبنان يجب أن يذهب باتجاه مرحلة تبريد”.
وفي هذا السياق، يُضيف منيّر: “الاتفاق في ملف ترسيم الحدود يعني أنّه لن نشهد حرباً في البحر. وانتفاء احتمال الحرب بحراً يعني أيضاً ألا حرب برًّا، وهو ما يؤشّر إلى دخولنا في مرحلة جديدة عنوانها التبريد، أي تبريد للوضع السياسي”، متوقّعاً بالتالي أن تكون المرحلة الثانية ترسيم الحدود البريّة.
ويعتبر أنّ “هذا الأمر يؤشّر إلى أنّ الاستحقاقات المقبلة ستخضع للميزان نفسه أي ميزان التفاهم الإقليمي والدولي. وهذا يعني أنّ لبنان يتّجه للخروج من أي اشتباكات أو اهتزازات كبرى، لأنّ إسرائيل بما تمثّل وحزب الله بما يمثّل، لبنانيًّا واقليميًّا، والولايات المتحدة الأميركية أي القرار الكبير، واضح من خلال الاتفاق أنّ الاتجاه هو لمرحلة إعادة الاستقرار للبنان”.
إذاً، ما يحصل يدلّ على إيجابيّة مقبلة، فهل تشمل الاستحقاق الرئاسي؟
يُجيب منيّر: “الاستحقاق الرئاسي سيخضع للميزان والمبدأ نفسه حتى وإن اختلفت الصيغ. ومن غير الضروري أن يكون استحقاق رئاسة الجمهورية قريباً جدًّا ولكن في الوقت عينه هو ليس ببعيد”.
يبدو أنّ لبنان ذاهبٌ باتجاه بداية الدخول في مرحلة عودته إلى الاستقرار… فهل نتفاءل