الطاقة الشمسية خيّبت الآمال: “ضحكوا علينا”!
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
يبدو ان الطاقة الشمسية “مش نافعة” في النبطية، فصرخات الاهالي تتوالى بعدما خابت آمالهم بمشروعها الذي كان يفترض ان يغذي إحدى آبار المدينة بالكهرباء ليضخ المياه الى عدد كبير من احيائها والقرى المجاورة، واعتصم اهالي حي الراهبات في النبطية احتجاجاً على غياب المياه، غير العادلة، مؤكدين ان الطاقة الشمسية تم تركيبها بلا بطاريات ولم تنجح في ضخ المياه للاحياء، وانهم “ضحكوا علينا”.
تتغذى النبطية من 3 مصادر مياه: نبع الطاسة، آبار فخر الدين وآبار النبطية، مصادر لم توفر للاهالي اكثر من بضع ساعات مياه كل اسبوع، “ما بتعبي الخزان”، على حد تعبير من خرج للشارع غاضباً مطالباً بحقه في المياه ومحمّلاً الاحزاب المسؤولية كونها لم تتحرك.
بحسب مصلحة المياه، فإن الازمة عائدة بجزء كبير منها للتعديات على الشبكة والكهرباء والمازوت، ما دفعها لازالتها كي تتحسن التغذية قليلاً، وحث الاهالي على ترشيد الاستهلاك.
غير أن لفاطمة رأياً آخر، “مصلحة المياه لا تتجاوب معنا، كل يوم يعدوننا بتحويل المياه وبيكذبوا علينا، فطفح كيلنا وخرجنا الى الشارع، لن ننتظر الوعود ولا المشاريع غير المدروسة، نعاني من سوء التوزيع، المحسوبيات في توزيع المياه على البلدات وعلى الأحياء، نقلة المياه تجاوز سعرها الـ600 ألف وهذا فوق طاقتنا”.
عادة ما ترزح قرى النبطية والمدينة تحت وطأة ازمة مياه خلال فترة الصيف وشح المياه في نبع الطاسة، غير ان للازمة هذا العام طابعاً مختلفاً، فهي تأتي وسط غياب الكهرباء وارتفاع سعر المازوت، مضافاً اليها غلاء نقلة المياه عبر الصهاريج وقد تراوحت بين الـ600 والـ800 ألف ليرة، وهي خارج قدرة عدد كبير من الاهالي، وفيما كان الامل كبيراً بالطاقة الشمسية غير أنها “خيبت آمالنا”، تقول مريم التي شاركت في التحرك الاعتراضي على ازمة المياه “التي تحضر بالقطارة لساعتين وتختفي، فنضطر لشرائها عبر الصهاريج بكلفة فاقت امكانياتنا”.
“مشكلة المياه في التوزيع”، يقول احد المشاركين في التحرك وقد تخلله احراق اطارات واقفال الطريق باتجاه السوق التجاري: “جل ما يحتاجه الناس هذه الايام هو الميّ ولكنها مقطوعة من دون معرفة السبب”.
معظم من خرج لرفع الصوت هم من كبار السن، ممن يعرفون قيمة الدفاع عن الحق، تصرخ ام علي بأعلى صوتها: “عم ننحرم ربطة الخبز لنشتري مي والله اشفقوا علينا”. وقد دفع انقطاع المياه المتكرر، ولأيام متواصلة، بزينب الى الشارع، مطالبة مصلحة المياه والبلدية بتوفير المياه “مش تضحكوا علينا بكم نقطة”، ومؤكدة ان لا تجاوب مع معاناتهم وهناك تلاعب في التوزيع اذ يتم بشكل غير عادل وكلما طالبنا الموزع بتحويل المياه، يقول حولتها، وما عنا ميّ، وين الميّ”؟ بتنا غير قادرين على شرائها”.
تنسحب معاناة حي الراهبات على كل احياء النبطية، التي تواجه ازمة قاسية في المياه، ويعيد ابناؤها السبب الى سوء التوزيع ما يحرم أناساً على حساب آخرين وقد يدفع تفاقم الازمة بالجميع نحو الشارع، وقد يكون تحرك حي الراهبات الشرارة.
حكماً الازمة مستفحلة، وليس في النبطية وحدها، بل في كل القرى، بعضها بدأ يضخ عبر الطاقة الشمسية فتحرر من لعنة المازوت والكهرباء، والبعض ينتزع خط الـ24 ساعة ليغذي آباره بالكهرباء فيضخ المياه الى المنازل، والبعض ينتظر الفرج، ثلاثي قد يحول الازمة كارثة. بحسب ام ياسر “كل ثلاثة ايام نشتري نقلة بـ500 ألف اي نحتاج الى 4 ملايين كل شهر، والمضحك أننا ندفع رسوم المياه فنبع الطاسة لا يوفر الكمية المطلوبة وآبار فخر الدين تعاني نقصاً في المازوت”. ولا تخفي مصادر مواكبة ان “حزب الله” يقدم هبات شهرية من المازوت للآبار للتخفيف من وقع الازمة على الناس، لكنها لم تحلّها.
وجه المعتصمون رسالتهم “بدنا ميّ”، قالوا كلمتهم: “لتتفضل البلدية والمعنيون لمعالجة الازمة” صبوا جام غضبهم على الاحزاب التي تقف متفرجة، واعلنوا صراحة: “ما لم تعالج الازمة فالشارع سيكون ملاذنا”، فهل من يتلقف تحرك الاهالي قبل ان ينفجر الشارع؟