أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أنّه “عشية الذكرى الثانية لإنفجار المرفأ، لا يمكن إلا الوقوف لحظة مع أهالي الضحايا والمتضررين، ولا شكّ أنّ الإنفجار جريمة كبيرة والجريمة الأكبر أنه بعد سنتين وبعد كلّ ما حصل لا يزال الفاعل مجهّلاً رغم أن الكثير من التحقيقات أصبحت مكتملة ولكن السلطة لا تريد الحقيقة”.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع تكتل “الجمهورية القويّة”: “تركنا مجالاً للتحقيق المحلي أن يأخذ مجراه، ولأنّه لم يحصل شيء حتى اليوم أعددنا مذكرة لرفعها للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان من أجل تشكيل لجنة تقصّي حقائق دوليّة”.
وعن الإستحقاق الرئاسي، شدّد جعجع على أنّ “انتخابات رئاسة الجمهوريّة ليست حدثاً معزولاً إنّما لها علاقة بأوضاع البلد، ونحن نعيش أزمة كبيرة وبالتالي من المهم أن نضع يدنا على مكمن الخلل”، لافتاً إلى “وجوب انتخاب رئيس قادر على معالجة الأزمة وليس تجنّبها، فأيّ شخص نريده رئيساً للجمهورية عليه أن يكون قادراً على علاج هذه المشكلة وليس أي مشكلة أخرى، وأهمية استحقاق الانتخابات الرئاسية هي أن تكون بداية عملية إنقاذ أو سيبقى الوضع كما هو”.
كما شدّد على أنّ “الساكت عن الشرّ شيطان أخرس ونحن سنعارض وصول أيّ رئيس من فريق “محور الممانعة” بكل ما أوتينا من قوة ومن قوات”، مضيفاً: “أهمية الاستحقاق الرئاسي أنّه إمّا يكون بداية لطريق الإنقاذ وإلا جهنّم جديدة أصعب لمدّة 6 سنوات، والاحتمال الأول أن تتفق المعارضة على مرشّح واحد ونحن نعمل على هذا الاحتمال والاحتمال الثاني أن يأتي رئيس من محور الممانعة لا سمح الله وفي حال حصل تكون على الدنيا السلام أمّا الاحتمال الثالث فهو في ما يتعلّق بالدعوات للتوصّل إلى تسوية على رئيس توافقي يلتف حوله اللبنانيون جميعاً”.
وتابع: “وصلنا إلى الأزمة التي نعيشها بسبب عاملين رئيسيين أوّلهما مصادرة القرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية والثاني هو سوء الإدارة وسوء الحوكمة والفساد ووراء هذين العاملين لاعب واحد هو حزب الله”، لافتاً إلى أنّ الحزب جراء وضعيته اللاشرعيّة واللاقانونيّة يخالف كلّ القوانين والدستور، وكان بحاجة إلى أغطية داخلية لتغطية وضعيته، ولذلك تحالف مع أفسد الفاسدين في البلد وليس إيمانه بجبران باسيل الذي جعل الحزب يتحالف معه. أيزال أحدٌ يشكّ بفساد جبران باسيل؟ والأزمة تكمن بالفساد ولذلك نريد انتخاب رئيس جمهورية يعالج هذه الأزمة والتي تسبّب بها حزب الله وحلفاؤه”.
وتساءل جعجع: “هل يستطيع الرئيس التوافقي وقف التهريب ولحزب الله أكثر من نصف التهريب؟ أي رئيس سيأخذ بعين الاعتبار أي مصلحة لحزب الله لا يمكنه أن يفيد لبنان، وهنا يجب التمييز بين مصلحة الحزب ومصلحة الشيعة ونحن أول من نريد مصلحة الشيعة لأنها كمصلحتنا”. ورأى أنّ “الرئيس الوحيد الذي يمكن أن يُخرجنا من الأزمة يجب أن يكون سياديًّا وإصلاحيًّا، ومن يمكن إيصاله هم قوى المعارضة”.
كما توجّه جعجع إلى المعارضين والمستقلّين، بالقول: “الطابة في ملعبنا اليوم، والناس انتخبتنا لتغيير الواقع، وأمامنا مفترق أساسي هو استحقاق الرئاسة ويجب أن نصل إلى لجنة تنسيق تبحث في الرئيس الذي لديه المواصفات المطلوبة ومن لا يفعل ذلك يكون قد خان من أوصله إلى مجلس النواب”.
وأضاف: “أنا مرشّح طبيعي لرئاسة الجمهورية ولكن هذا يتوقّف على وحدة المعارضة فإذا رأوا أن هذا الأمر مناسبٌ فليكن ولكن نحن غير متمسّكين إلا بالتوافق”.
ورداً على سؤال، لفت إلى أنّ “قائد الجيش العماد جوزيف عون يرفض أي بحث في موضوع رئاسة الجمهورية”.