لبنان

كيف ستتعامل واشنطن بعد الانتخابات مع إيران ولبنان؟

كتبت ثريا شاهين:

عشيّة الإستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار الى السياسة التي ستتبعها واشنطن تجاه المنطقة وتجاه إيران حيث باتت أوضاع المنطقة مرتبطة إرتباطاً مباشراً بإيران وبالتعامل الأميركي والدولي معها، ما ينعكس على ملفات لبنان وسوريا والعراق والخليج.

وبات واضحاً، وفق مصادر ديبلوماسية، أن إيران في مرحلة انتظار لنتائج الإنتخابات الأميركية، وهي تأمل فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.

كان بايدن نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما، وهذا العهد كان أفضل مرحلة مرّت بها إيران، ولديها أمل بأن يكون أفضل من ترامب، أي أن لا تزيد عليها العقوبات. حتى ترامب قال إنّه يريد التفاوض مع إيران. إنما مع بايدن تعتقد إيران أنه يمكنها أن تأخذ أكثر مما هو الأمر مع ترامب، الذي فرض عليها عقوبات، وعلى حلفائها في المنطقة لا سيّما على “حزب الله” والنظام السوري.

وتقول المصادر إنّ الضغط الهائل الذي فرض على إيران لا قيمة له إذا لم يؤدِّ الى تفاوض، لسببين أساسيّين، الأوّل أن إيران قادرة على التأقلم مع العقوبات. والثاني، أن عدم التفاوض يجعل الحسابات كلّها واردة لا سيّما الحسابات العسكرية واللجوء الى ضربات. ولا تتوقّع المصادر أن يقبل بايدن بالتفاوض فقط على النووي، ويترك إيران ونفوذها يتمددان في المنطقة مثلما فعل أوباما الذي ترك إيران تفعل ما تريد في هذا الجزء من العالم، شرط نجاح التفاوض حول البرنامج النووي. في حين أن ترامب فرض عقوبات من أجل أن ينتج عنها نتيجة فعلية وحاسمة. ولا شك أن بايدن أكثر ديبلوماسية ومرونة من ترامب، إنما من المؤكد أنه سيعمل على قضية العقوبات والتفاوض. لكن، في كل الأحوال، تحتاج الإدارة الجديدة، اذا فاز بايدن، حتى حزيران المقبل لـ “تقلّع” في الملفات. وبهذا المعنى أعطى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري فترة ستة أشهر للحكومة الجديدة للعمل على الوضع الإقتصادي.

أساساً، حتى الفرنسيين والأوروبيين يريدون إعادة تفاوض على الصواريخ البالستية، لأن هذا الموضوع لم يتضمنه الاتفاق النووي. وهناك مسألة نفوذ إيران في المنطقة وهناك بنود في الاتفاق ينتهي العمل بها مع مرور الوقت، مثل حظر السلاح الذي انتهى في الأول من تشرين الأول.

السّؤال الكبير المطروح هو: هل ستتمّ إعادة التفاوض على النووي بغضّ النظر عن قضايا المنطقة ونفوذ إيران فيها أم لا؟ إن الاتفاق النووي الآن موجود، ولم يعد الحديث فيه يحتاج الى تنازلات، ولم يعد ممكناً عزل الحوار حول النووي عن نفوذ إيران ويمكن لهما أن يسيرا بالتوازي. أوباما ترك سوريا، لكي لا يضغط على إيران، ولكي يصل معها الى التفاهم على النووي. ترامب قال إنّه يريد التفاوض مع إيران، وهو يضغط عليها الى هذا الحد لأنه يريد أن يخرج التفاوض بنتيجة وعلى الملفات المطروحة معها، أي نفوذها في المنطقة والصواريخ البالستية.

اذا فاز ترامب، من الواضح جداً ماذا يريد، يريد التفاوض وهنا الانتظار لمعرفة ما اذا كانت إيران تريد التفاوض بعد كل هذه العقوبات. والأسهل على إيران إعطاء فرصة تفاوضيّة لبايدن مما هو عليه الوضع مع ترامب.

وضعية لبنان، في الحالتين، مرتبطة بملف التفاوض الأميركي مع إيران وتطوّره. وكلّما زاد الضغط على إيران زاد الضغط أيضاً على لبنان. فإذا تمّ التوصّل الى حلّ لسلاح “حزب الله” يكون الأمر جيّداً للبنان، و كلّما زادت العقوبات على الحزب كلّما تأثر لبنان بهذا المناخ. ووجود حلّ شامل في المنطقة ينعكس حتماً على لبنان.

وتفيد المصادر أنّه لولا الضغوط القويّة لما بدأت مفاوضات ترسيم الحدود. بات لبنان مرتبطاً بوضع المنطقة وإيران. من هنا أهمية التوازن الأميركي بين الضغوط والعقوبات، وبين احتمال اللجوء الى العمل العسكري.

mtv

مقالات ذات صلة