“زورق الموت”… هذا موعد وصول الغواصة لإنتشال الضحايا
نشرت “المركزية” مقالًا بعنوان “غواصة إنتشال ضحايا زورق الموت تصل في 6 تموز… 7 أيام لإنجاز المهمة”, جاء فيه, “ساعات معدودة وتنطلق الغواصة spices 6 من مرفأ جزيرة تينريفي الإسباني لتصل إلى مرفأ طرابلس ومعها تبدأ رحلة نهاية مأساة غرق الزورق قبالة شاطئ طرابلس والذي كان يضم حوالى 90 شخصا بينهم نساء وأطفال ورضّع حاولوا الهرب من جهنم الحياة فوق الأرض لينتهي بهم الأمر إلى الموت غرقا في قعر البحر”.
وأشار إلى أن, “حوالى الشهرين ولم تحرك الدولة ساكنا لانتشال حوالى 30 ضحية ترقد على عمق 470 مترا في قعر المياه غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفي وقتٍ كان يُمكن للدولة المتلهية بالمحاصصات انتشال جميع الضحايا لدفنهم إكراماً لأرواحهم من جهة، وإراحة نفوس أهاليهم على الرّغم من شدّة الفاجعة من جهة ثانية، اكتفى رؤساؤها الثلاثة بإصدار بيانات استنكار بدلا من القيام بتحرّك فاعل ميدانياً ولوجيستياً، وبعرقلة أيّ خطوة مساعدة لأسباب وحجج لا تمتّ الى منطق الدولة بصلة”.
وأضاف, “مسار التحقيقات والخيوط التي تكشفت حتى اللحظة لا تزال طي الكتمان وهذا طبيعي بحسب النائب أشرف ريفي الذي يوضح لـ”المركزية” أن التحقيقات في ماساة غرق زورق الموت قبالة شاطئ طرابلس في 23 نيسان 2022 في عهدة الجيش اللبناني وهو يتولاها بدقة وشفافية”.
ولفت إلى أن, “الإبقاء على سرية المعلومات ضروري حفاظا على سلامة التحقيقات”.
وتابع, “وتوضيحا للمعلومات التي أثيرت عبر إحدى وسائل الإعلام قبل أيام وتفيد عن وصول الغواصة الهندية إلى لبنان أكد ريفي أن الغواصة التي تملكها شركة هندية تنطلق من جزر الكناري وتحديدا من مرفأ جزيرة تينريفي الإسباني في 13 حزيران على أن تصل إلى شاطئ طرابلس في 6 تموز وستمكث لمدة 7 أيام وهي المدة المقررة للقيام بأعمال البحث وانتشال رفات ما بين 28 و30 ضحية يرجح أن تكون عالقة في الزورق على عمق 470 مترا”.
وأكّد ريفي أنّ, “الغواصة لن تغادر قبل إنجاز مهامها حتى لو تطلب الأمر تكبد مصاريف إضافية إلا إذا جد ما ليس في الحسبان عندها لا حول ولاقوة، لكننا نأمل خيرا من انتشال الرفات وتكريمها”.
وشدّد على أن, “مسار المبادرة أخذها إبن مدينة طرابلس اللواء ريفي على عاتقه بعد التماس تجاهل المسؤولين في الدولة وتحديدا الرئاسات الثلاث، عملية البحث وانتشال الضحايا من أعماق البحر. “في البداية تم التواصل بين منظمة aus-relief الأسترالية والأهالي وقيادة الجيش اللبناني حيث تم توقيع عقد تتعهد بموجبه الشركة تولي أعمال انتشال الرفات والزورق على أن تتولى قيادة الجيش والبحرية استقبالها “.
وكشف أن المعوقات الوحيدة التي واجهتهم كانت, “في تأمين التكاليف المادية وعليه فتحت خطوط التواصل مع الإغتراب في الخليج وأستراليا لتستقر على الإغتراب في أستراليا الذين تولوا تغطية التكاليف كاملة بدءا من رحلة انتقال الغواصة من جزر الكناري إلى لبنان إقامة أفراد طاقمها وصولا إلى تقديم الدعم المادي إلى أهالي الشهداء “.
وتوجّه ريفي بالشكر لقيادة الجيش وقيادة القوات البحرية والمنظمة الأسترالية على تجاوبهم مع نداءات الأهالي وخصوصا ربيع فتفت الذي تولى التواصل مع الشركة مالكة الغواصة الهندية.
وأشار المقال إلى أن, “في حين يُعلّق أهالي الضحايا آمالهم على هذه الغواصة الأجنبية، تشير معلومات لـ”المركزية” أنهم كانوا يعلمون بتاريخ انطلاقها ووصولها قبل الإعلان عنها إعلامياً وافتراضياً، وذلك عبر تواصل لجنة المتابعة بشكلٍ دائم معهم على مجموعة خاصّة عبر “الواتس أب” فضلاً عن تواصل معنيين ومغتربين معهم”.
وأكّد أنّ, “فاجعة زورق الموت لم تثن “تجار الموت” عن تكرار محاولات إعادة مشهد الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة من جديد على رغم اتخاذ قوات البحرية التدابير للحد من هذه الظاهرة التي لزمت مختلف الشواطئ اللبنانية هرباً من نار “جهنم” وبئس المصير المحلّي سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً وأمنياً”.
وفي هذا الإطار يقول ريفي: ” ثمة واقع ماساوي يعيشه أبناء طرابلس وهم يفتشون عن بصيص أمل في حياة كريمة من خلال زورق قد ينقلهم إلى ما وراء الحياة لكن بالنسبة إليهم يبقى أفضل من العيش في بؤرة الذل والعوز والفقر”.
وشدّد على أن, رغم الإجراءات الأمنية التي تتولاها قيادة البحرية في الجيش اللبناني، إلا أن إمكانية وقف عمليات الهرب بطريقة غير شرعية غير واردة تماما كما حال الجريمة وتهريب المخدرات”.
ولفت ريفي إلى أن, “الإجراءات الأمنية تعالج النتائج في حين أن المطلوب معالجة الأسباب فالناس تغامر بحياتها وحياة نسائها واطفالها هربا من جهنم الذي يحترقون في لهيبه بسبب فساد هذه المنظومة، في حين أن هناك فرص عمل من شأنها أن تفتح الباب أمام أبناء طرابلس لولا قبضة المنظومة على مرافق عديدة ومنها معرض رشيد كرامي الدولي ومطار القليعات ومصفاة البداوي”.
وختم بالقول:” إذا ما استمر الوضع على حاله أتوقع أن نشهد على حالات هجرة غير شرعية بالمئات لأن اليأس كبير وكبير جدا”.