هل لاغتيال “العقيد” صلة بانفجار المرفأ؟
بعد حوالى أربعة أشهر على إنفجار مرفأ بيروت، عثر على العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي مقتولاً في منطقة قرطبا، وحضرت الأدلة الجنائيّة إلى مكان وقوع الجريمة وباشرت تحقيقاتها، ما أثار الكثير من التساؤلات، خصوصاً أنّ جريمة مشابهة حصلت قبل 3 سنوات ولن تصل تحقيقاتها إلى أي نتيجة.
تقاعد أبو رجيلي منذ حوالى عامَين بعدما شغل منصب رئيس مكافحة التهريب في مرفأ بيروت، كما أنّ مصادر أمنيّة لم تستبعد أن يكون ضمن قائمة المسؤولين الذين تمّ استدعاؤهم من قبل المحقق العدلي القاضي فادي صوان، الذي يتابع التحقيقات المتعلّقة بمرفأ بيروت، مع جميع من تولّى مسؤوليّة في المرفأ والجمارك منذ وصول شحنة نترات الأمونيوم عام 2012.
كما استبعدت المصادر، وفق “الحرّة”، فرضيّة السرقة لمنزل أبو رجيلي، سيّما أنّ القوى المكلَّفة بالتحقيق لم تجد أيّ مفقودات أو عمليات كسر وخلع لمداخل المنزل.
وأشارت المصادر إلى أنّ رجيلي ذهب إلى منزله الصيفي، خارج بيروت، لتفقد ورشة صيانة داخله، إلاّ أنّ الإتصال به انقطع ليلاً، ليتبيّن أنّه قتل بواسطة آلة حادّة وهو في سريره.
بدوره، اعتبر المحامي شربل عيد، في حديث لـ “الحرّة”، أنّ “في بلد مثل لبنان، لا يمكن أن تحصل جميع الأمور بالصدفة، إذ أنّ مقتل العقيد المتقاعد جوزيف سكاف وهو أوّل من تحدّث عن شحنة الأمونيوم، وبعدها مقتل أبو رجيلي، يطرح الشكوك حول أنّ الجهة المتورّطة بانفجار المرفأ هي نفسها القاتلة، التي قد تكون لجأت إلى تصفيتهما”.
وأعاد مقتل أبو رجيلي إلى أذهان اللبنانيين اسم العقيد المتقاعد في الجمارك جوزيف سكاف، الذي قتل عام 2017 بـ”ظروف غامضة”، حيث عثر عليه وهو مصاب بكدمات على رأسه أمام منزله، وهو كان رئيساً لشعبة مكافحة المخدرات ومكافحة تبييض الأموال، وسبق له وأخطر سلطات الجمارك بعد 4 أشهر على وصول باخرة MV Rhosus، أنّ مادة الأمونيوم “شديدة الخطورة وتشكل خطراً على السلامة العامة”.
وبعد مقتل سكاف، صدر تقريران متناقضان عن طبيبين شرعيّين كلفتهما النيابة العامة الكشف على الجثة حيث أشار أحد التقريرين إلى أنّ ما حصل قضاء وقدراً وبأن قدمه زلّت. أما التقرير الثاني، فيؤكد أنّ هناك من يقف خلف ما حدث ورمى به على ارتفاع ثلاثة أمتار.
وكانت لسكاف برقية بتاريخ 21 شباط 2014، وجّهها لمصلحة التدقيق والبحث عن التهريب التابعة لوزارة الماليّة، ذكر فيها أنّه من الضروري إبعاد الباخرة الحملة بمادة نترات الأمونيوم إلى خارج الرصيف 11 في مرفأ بيروت، أو وضعها وحمولتها تحت الرقابة.
ونشر ابن العقيد المتقاعد سكاف، بعد انفجار المرفأ، منشوراً شدّد فيه على أنّ والد قتل، والحادثة ليست “زلة قدم” أو “قضاء وقدر”، إذ أشار أحد التقارير الطبية إلى أنّ الوفاة نتيجة سقوط سكاف على الأرض أو وقوعه من مكان مرتفع.
حادثتان متشابهتان بالظروف الغامضة وبكونهما طالتا عقداء في مناصب حسّاسة بالجمارك، ما طرح الكثير من علامات الإستفهام حول ارتباط كلتَي الواقعتين بإخفاء وطمس الحقيقة وراء انفجار بيروت.