ماذا لو وصل “جدري القرود” إلى لبنان؟ هذه هي التدابير الالزامية
عندما ألقى فيروس كوفيد_19 بثقله على دول العالم، جميعنا يتذكر كيف “قامت الدنيا وما قعدت”. الوضع كان خطيرًا بالفعل نظرًا لما سببه الفيروس التاجي من وفيات وصلت إلى نحو 15 مليون شخص في العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
واليوم، يبدو الوضع مختلفًا بعض الشيء مع مرض “جدري القرود”، ربما لأن الناس اعتادت على ظهور الأمراض الانتقالية أو لأن “جدري القرود” لا يمثل خطرًا مثل كورونا كما هو الظاهر وفق المعطيات المتوافرة حتى الساعة ، ورغم ذلك بدأ عدد من الدول بإجراءاته الاستباقية لمواجهة هذا المرض .
ولكن في لبنان كيف يبدو الوضع؟ وماذا لو وصل “جدري القرود” إلى بلاد الأرز؟
رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة، الدكتورة عاتكة بري أكدت لـ”لبنان 24″ أن “أول ما تقوم به الوزارة في حال وجود خطر وصول أي مرض انتقالي إلى لبنان ك”جدري القرود” مثلًا هو إعادة تجهيز وحدة العزل في مستشفى الحريري”، مشيرة إلى أنه “بعدما تم الحديث عن “جدري القردة” مؤخرًا عملنا بشكل استباقي وجهزنا وحدة العزل في المستشفى وهي تتسع لأربعة أشخاص”.
أما في ما يخص التشخيص، قالت بري: “نحن لدينا جهاز pcr متوفر ولكن لا نملك بعد الكواشف المخبرية التي تتيح لنا معرفة إذا ما كان الشخص مصابًا ب”جدري القرود” أو غير مصاب”، لافتة إلى أن “هناك بعض المستشفيات الخاصة طلبت الكواشف المخبرية وتنتظر وصولها. أما بالنسبة لنا كقطاع عام فيمكن تامينها بسرعة في حال توفر التمويل اللازم”.
فما الحل إذًا في حال دخول أحد المشتبه بهم إلى الأراضي اللبنانية؟
في هذا الإطار، لفتت بري إلى أنه “في حال وصول أحد الأشخاص المشتبه بهم إلى لبنان فنحن بإمكاننا أن نأخذ عينة من المريض ونرسلها إلى المختبرات الخارجية لمعرفة النتيجة وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية “.
وقالت: “عند بدء الحديث عن “جدري القرود” كان هناك فكرة لحجر الحالة التي يشتبه بإصابتها في مستشفى الحريري ريثما تظهر نتيجتها ولكن المرض غير معدٍ بشكل كبير ويحتاج عادة إلى احتكاك مباشر مع المريض أو سوائل الجسم أو بطانيات الأسرّة للمريض الذي يعيش معه لنقل العدوى. لذلك يمكن للشخص المشتبه به أن يعزل نفسه في المنزل بعد أن تؤخذ له عينة مخبرية خصوصًا في حال كانت حالته مستقرة ولا يعاني من أعراض شديدة “.
وأوضحت بري أن “حسنة هذا المرض أنه ليس معديًا بشكل كبير مثل كورونا، وخطر نقل العدوى يكون عادة على المخالطين المباشرين للمصاب في المنزل نفسه”.
وعما إذا كان هناك أي حالة مشتبه بها دخلت إلى لبنان، أشارت بري إلى أن “هناك تعريفًا لحالات “جدري القرود” من قبل منظمة الصحة العالمية ونحن في لبنان ليس لدينا أي حالة تنطبق على التعريف الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية حتى الان”.
وطمأنت بري أنه ” علميًّا ووفق الظروف المحيطة بالمرض حاليًّا لا يتوقع أن يحدث ارتفاع كبير ب”جدري القرود” كما حصل في فيروس كورونا”، قائلة: “نحن نتابع توصيات منظمة الصحة العالمية بشكل مستمر كما أن لجنة مكافحة الأمراض الانتقالية الوطنية تجتمع كل يوم إثنين لمتابعة مستجدات المرض”.