كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
سيطر مرض “جدري القردة” على يوميّات العالم، بعد اعتقاده بأنّه تخلّص من أحد أخطر الأمراض سابقًا. ويبدو أنّ الـ Break ممنوع في عالم الفيروسات والأمراض، فلم نكد نتنفّس الصّعداء بعد تراجع حدّة “كورونا”، حتّى ظهر “جدري القردة” ليبثّ الرّعب مجددًا. ومع انتشاره، تمّ التداول بمعلومات كثيرة لا سيّما عن اللّقاح وطرق العلاج. فما صحّتها؟ وهل تلقّي اللّقاح من جديد ضروريّ؟
يؤكّد الاختصاصيّ في الأمراض الجرثوميّة والمعدية الدّكتور ناجي عون أنّ لقاح الجدري يحمي بنسبة 85 في المئة، أي يُمكن أن يمنع انتقاله إلينا أو يخفّف من الأعراض في حال الإصابة بالمرض.
ويضيف في حديث لموقع mtv: “في حال تلقّى الشّخص لقاح الجدري في مرحلة الطّفولة، يجب أن يخضع لفحص دم، متوفّر في لبنان، لتبيان ما إذا كانت نسبة المناعة ضعيفة أو لا تزال قويّة”، لافتاً إلى أنّه “في حال ضعف المناعة، من الضّروريّ إعادة تلقّي اللّقاح، على عكس ما يُشاع بأنّ لقاح الجدري يجب تلقيّه مرّة واحدة طوال عمر الشّخص”.
ويشير عون إلى أنّ “اللّقاح موجود في الولايات المتّحدة وفي الدّول الأوروبيّة وموضوع في أماكن مخصّصة له، فالجدري من الأمراض الّتي تُستعمل كسلاح بيولوجيّ”، موضحاً أنّ “اللّقاح حاليًا غير مسوّق عالميًا لذا هو غير موجود في لبنان”.
وينصح عون من يُصاب بـ”جدري القرود” بأن يخضع للفحوص الطّبّيّة اللّازمة لدى اختصاصيّ أمراض التهابيّة لتبيان مدى تأثير “جدري القردة” على الجسم، على أن يكون العلاج وفق درجة المرض.
ويؤكّد أنّ “من لديه نسبة مناعة منخفضة قد يحتاج لدخول المستشفى للحصول على أدوية تدعم العلاج”، مشيراً إلى أنّ “دواء الجدري موجود فقط في الولايات المتّحدة ولا يزال ضمن مرحلة التّجارب السّريريّة”.
ويوضح عون أنّ “فترة العزل يجب أن تكون حولى 21 يوماً، وتنتهي هذه المرحلة عند زوال الأعراض كالحرارة والسّعال والتقرّحات في الجسم”.
وعن طرق الوقاية، يقول: “هي نفسها الّتي كانت مُعتمدة للوقاية من فيروس “كورونا”، أي غسل اليدين ووضع الكمامة”.
ويجزم عون بأنّ القطاع الاستشفائيّ في لبنان قادر على مجابهة انتشار “جدري القردة” لأنّ سبل الوقاية منه تشبه إلى حدّ كبير سُبل الوقاية من “كورونا”.